لقاء مايكل جاكسون بجماهيره ورحيله يختصران مشهدا واحدا ومماثلا في الحالتين، ظهور على المسرح يعقبه نوع من الهستريا، يتفشى بين المعجبين الذين يبدأون بالصراخ ليصلوا تدريجيا إلى البكاء وهم يصرخون «جاكو جاكو»!
المشهد يتكرر الآن في كل أنحاء العالم مع فارق وحيد هو انقلاب الصورة وتضادها من فرح اللقاء إلى ألم الفراق بعد الإعلان عن رحيل النجم المحبوب مساء أمس الأول ما سبب صدمة كبيرة لمحبيه.
رسم «جاكو» مشهد موسيقى الپوپ العالمي وكان ملكه الأبرز الذي انتزع لقب صاحب أكثر الألبومات الغنائية مبيعا في التاريخ، وارتبط فنه بذاكرة كل منا كرمز للتمرد والفرح والحرية والإثارة والاستمتاع بالحياة.
لم تحظ شخصية فنية عالمية بالهالة الأسطورية التي رافقت مايكل جاكسون في حله وترحاله في اي بلد فموسيقاه كانت عن الأمل الذي نجح في زرعه في نفوس الملايين حول العالم وأغانيه كانت رسالة محبة ووئام ورقصاته التي أصبحت مدرسة عالمية باسم «مايكل جاكسون ستايل» والتي سماها «المشي إلى الوراء» ليكون عنوان الرقصة عنوانا بارزا لحياته فيما بعد وكأنه تنبأ بصورة مستقبله خاصة أنه عاش هوس التقدم وحمى تحطيم الرقم القياسي لألبومه ثريللر 1982 (100 مليون نسخة) ليمشي بعدها خطوة خطوة إلى الوراء على صعيد توزيع الألبومات ومع ذلك لم يؤثر تراجع أرقامه في التقليل من الإرث الموسيقي الكبير لشخصيته المحورية التي أغنت جيلا عالميا بكامله، سكن مايكل في أعماق أعماقه.
لم تهز الفضائح والمحاكمات عرشه الفني، فالجميع كان يعتبره طفلا في هيئة رجل حتى هو نفسه كان يردد دائما «انا طفل واحتاج الى الحماية الدائمة وحلمي الدائم ان أبني بيتا فوق الأشجار»، حلمه هذا كان للابتعاد عن الاتهامات والاستغلالات التي تلحق به والتي اتهم بها مرات عديدة اليهود بالوقوف وراءها قائلا عنهم «انهم استغلاليون لقد سئمت منهم، إنها مؤامرة وهم يقومون بذلك عن قصد»، ما جعله من النجوم المصنفين كمعادين للسامية.
رحل مايكل جاكسون.. وبرحيله كجسد انطفأت جذوة حلم جميل أنار العالم فنا وفرحا ومتعة.. لكــن ذكرى أغانيه وأعماله وصورته الجميلة لن تفارق ذاكرات محــبيه، فهي من النوع الذي لا ينسـى.. وهي «الزمن الجميل».
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )