نصر الله يدعو لكشف هوية القتلة ... بري: حرام أن نضيّع لبنان في مقابر التاريخ
تدهورت الأمور الأمنية في بيروت أمس إثر مواجهات عنيفة في منطقة طريق الجديدة في بيروت بين طلاب بالجامعة العربية من مؤيدي المعارضة وآخرين من مؤيدي قوى 14 آذار (مارس)، ما أدى الى سقوط 4 قتلى من الفريقين وعشرات الجرحى بينهم 14 من الجيش اللبناني.
وفور اندلاع المواجهات، تدخلت عناصر الجيش والقوى الأمنية لفض الاشتباك، لكن وجود «القناصة» حال دون سهولة تحركها، وامتدت المواجهات الى المناطق المجاورة.
ورغم البيانات الصادرة عن كل من حزب الله وحركة أمل وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري لضبط النفس، عمد المتقاتلون الى تبادل النار وحرق السيارات واشعال الإطارات في حرب شوارع عنيفة جعلت غيوم الحرب الأهلية تخيم مجددا. وناشد الرئيس بري أنصار المعارضة والموالاة تجنب الفتنة والخروج فورا من الشارع.
وأضاف بري: أناشدكم باسم لبنان وضمير الإنسانية وبكل ما تملكون من قوة ان تخرجوا من الشوارع ولا تجعلوا العدو الإسرائيلي سعيدا بما يقع من أحداث في البلاد.
وقال: حرام ان نضيع البلد هكذا، وعلينا ان نكون يدا واحدة متراصين ولا نضيع بلادنا في مقابر التاريخ. هذا التدهور الأمني تزامن مع تقدم بطيء للمبادرة السعودية ـ الإيرانية لإعادة الفرقاء في لبنان الى طاولة الحوار، وشكل رسالة جديدة الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان حكومته لن تستطيع ان تستمر، رغم الدعم الدولي لها، خاصة الأميركي ـ الفرنسي، بإدارة البلاد، وان الحل هو بوجود حكومة اتحاد وطني تتمثل فيها جميع الأطراف لوأد الفتنة.
وأدى الإشكال الأمني الذي شكل إنذارا بالغ الخطورة لما قد تؤول إليه الأمور الى عودة الأحداث الدولية المطالبة لأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى بالتدخل ومحاولة بث الروح مجددا في مبادرته لجمع الأطراف المختلفين.
الصورة الدموية في لبنان حملت عدة خلاصات سياسية، أهمها ان أمن البلد لا يمكن ان يتوافر إلا بـ «قرار سياسي» يقوم على التوافق بدلا من التهديد بالشارع والشارع المضاد كما يجري حاليا، وأنه بحال عدم تحرك القوى الإقليمية والدولية المعنية والمؤثرة على كل من طرفي النزاع لمعالجة الأمور، فــــإن الصورة لن تكون إلا أشد سوادا ودموية.
ورغم النجاح الذي كان متوقعا لمؤتمر «باريس ـ 3»، إلا ان سوء الاوضاع الأمنية خلق جوا من التشاؤم، والحزن عم العاصمة اللبنانية وبث الذعر في قلوب اللبنانيين وكل محبي لبنان.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )