اطلعت على مقال د. مطلق راشد القراوي ـ وفقه الله ـ الذي نشرته «الأنباء» الغراء يوم الخميس الماضي 28 الجاري، والذي تحدث فيه عن المركز العالمي للوسطية، وبصفتي أمين سر المركز حاليا أحببت أن أعلق باختصار على بعض ما جاء في كلامه، وفقه الله.
أولا: إن قرار تحويل المركز إلى إدارة تتبع الأوقاف لم يصدر بقرار فردي من معالي وزير الأوقاف، وإنما صدر بقرار أجمع عليه أعضاء اللجنة العليا لتعزيز الوسطية الذين يمثلون ست وزارات من وزارات الدولة، وهو مقترح تبناه وزراء سابقون، بل إن بعض الوزراء السابقين كان قد تبنى فكرة إغلاق المركز بالمرة وتشكيل فرق عمل تقوم بأعماله.
وقرار اللجنة العليا لتعزيز الوسطية هذا جاء لتصحيح المسار من الناحية القانونية وغيرها، وليس فيه هدم لجهود من سبق كما جاء في المقال، وليس فيه كذلك ما وصفه الكاتب ـ وفقه الله ـ بقوله: (..حتى جاء من يعرقلها ويعيدها إلى الوراء طالبا أن يكون نتاجها مسجلا باسمه وصورته..) أ.ه.
وهنا أقول ليت الدكتور الفاضل أحسن الظن بإخوانه ولم تسطر أنامله هذه الكلمات، غفر الله لنا وله.
ثانيا: لم يصب د. القراوي في وصف جهود وآثار المركز خلال السنوات السالفة، فالكثيرون يخالفونه في هذا ـ وأنا منهم ـ فلو سألت كثيرا من الكويتيين عن المركز ومطبوعاته ومؤتمراته ونشراته فستجدهم لا يعرفونه ولم يسمعوا به، وكثير ممن سمع به إنما سمع عن الفساد الإداري والمالي الذي اشتهر به المركز والذي دونته التقارير الرسمية الموثقة، ولا يعني هذا أننا لن نجد أحدا البتة يثني على المركز.
كما أن المركز قد خالف الرغبة السامية لصاحب السمو الأمير ـ حفظه الله ـ وذلك حين قام بطبع بعض الكتب التي تدعو للثورات والخروج على الحاكم، وكذلك حين روج المركز لأشخاص كان نشاطهم كبيرا في تأجيج الثورات والصدامات بين الشعوب المسلمة وقواتها المسلحة، بل إن منهم من يرى أنه لا شرعية لجميع حكام المسلمين اليوم بلا استثناء.
بقلم: عبدالله الشريكة