ناصر العنزي
الميد من الاسماك اللذيذة وسعره رخيص و«الكود» منه لا يتعدى أصابع اليد الخمس من الدنانير، وأعتقد انه يظهر في موسم محدد له وهذا هو حال منتخبنا الوطني، والذي له مواسم يظهر بها في مشاركة خليجية أو آسيوية، ثم يعود أدراجه خاسرا بانتظار خسارة أخرى، وأدهشني حقيقة العدد الكبير الذي اختاره المدرب الوطني صالح زكريا، ووصل الى 50 لاعبا من اجل مواجهة منتخب بوتان قبل انسحابه، الامر الذي أراحنا وأراح لاعبينا، فماذا سيفعل اذن لو واجه السعودية أو ايران مثلا، وأنا لا ألومه على ما قام به لأن ملاعبنا لم تعد قادرة على انجاب 11 لاعبا في مستوى واحد يستطيع بهم المدرب ان يخوض مباراة رسمية، كما كان يفعل مدربو الجيل الذهبي في الثمانينيات، كما أن الجهاز الفني سيصطدم بالاعذار المعروفة من الكثير من اللاعبين وفي مقدمتها التفرغ الدراسي والوظيفي، اضافة الى عدم رغبة بعض اللاعبين في الالتحاق بالمنتخب لأنهم على علم مسبق بأن اليد الواحدة لا تصفق الى جانب المشاكل الادارية التي حلت بالاتحاد وقصمت ظهر كرتنا الداخلية والخارجية، وهو الاتحاد الوحيد الذي سمح للاعب أجنبي «ميلادين» باللعب مع ناديه السابق دون أن يوقع على استمارته كلاعب محترف!
فالوضع الرياضي أصبح مخجلا للغاية، ونحن حتى هذه اللحظة لا نعلم ان كان الدوري العام ممتازا أم درجتين، نعم فمن الممكن ان يتحول الى «دمج» قبل لحظات من انطلاقة أول مباراة بين كاظمة والجهراء في 22 من سبتمبر الحالي، وأرى أن اختيار نحو 50 لاعبا لمباراة بوتان قبل تصفيتهم يعكس واقعا مريرا لكرتنا، اذ ان الجهاز الفني أراد أن «يبرئ» ذمته مبكرا ويقول للاندية اخترنا منكم الكثير، وهؤلاء هم لاعبوكم، والغث «يبين» من السمين، واذا لم يتمكنوا من الفوز على بوتان فلا تطالبوا برؤوسنا.
والحقيقة المؤكدة انه لا يوجد في ملاعبنا الا عدد قليل من اللاعبين يمكنهم ارتداء قميص المنتخب بعدما أصبح الاغلبية منهم يخشون ردة فعل الجماهير والاعلام، خصوصا بعد انتشار الفضائيات، يقول احد اللاعبين ان برنامج مثل «الثالثة معاكم» بعد أي خسارة للمنتخب يثير الرعب في نفوس اللاعبين لما يقدمه من نقد ولقطات معبرة تجعلنا نبكي طويلا.
والأمر الآخر الذي لفت نظرنا تصريح غريب لمساعد مدرب الازرق فوزي ابراهيم قبل ايام بان عدم انضمام اللاعب عبدالعزيز المشعان يعود الى انه غير مسجل في أي ناد. والكل يعلم انه مقيد في صفوف فريق الشباب تحت 19 سنة بنادي القادسية، فكيف يتسنى لمدرب ان يختار لاعبا بصفوف المنتخب وهو لا يعرف ناديه؟
ثم ان المشعان من العناصر الواعدة، وعليه أن يعود الى ناديه واذابة أي خلاف، ان كان، اذا أراد ان يكون من نجوم المستقبل.
وعلى المدربين صالح زكريا وفوزي ابراهيم ان يتداركا اخطاء خليجي (18) في أبوظبي بعد أن جاملا كثيرا في الاختيار وعليهما ان يستفيدا من خدمات بعض لاعبي المنتخب الاولمبي الذين قـــــدموا مســــــتوى جيدا قبل خروجهم في التصــــــفيات على يد المـــــدرب، وان يتــــداركا ســــوء الاعداد ايضا، خصوصا في مركزي الحراسة والهجوم.
وليت أزرقنا يخرج سالما من الجولة الاولى في تصفيات كأس العالم 2010 رغم أن مشاركته في الدور الثاني أشبه «بالميدة» التي تناطح أسماك الهامور الكبيرة.