سمير بوسعد
«بيتي صغير ولكنه ملكي»، مثل اسباني محفور في وجدان المدريديين تحديدا، للدلالة على ان السعادة لا تتمثل بالمظاهر بل بما يبعث السعادة بالنفس، وسعادة اهل مدريد هي فريقهم «الملكي» الذي ادخل السعادة الى قلوبهم وسجل الانتصارات المتتالية، تاركا للغريم التقليدي برشلونة المظاهر في دك شباك الخصوم بالاهداف قبل ان يقف في امتحان اليوم لكي يؤكد هل مظاهر التهديف ستتواصل ام سيكون الفوز للنادي الملكي في ارضه وبين جماهيره ليكون سعيدا بتقليص الفارق الى نقطة واحدة لانعاش حلم المدريديين في الحفاظ على لقب «الليغا» وان يفرحوا في «بيتهم الصغير» ستاد سانتياغو برنابيو في الابقاء على الامل بتحقيق ذلك.
ولهذا الحلم 12 سببا اجمع عليها اللاعبون والمشجعون والنقاد والاعلاميون، واول الاسباب ان «الميرينغي» الابيض عاد الى المنافسة على اللقب بفضل خبرته وبوجود 13 لاعبا خاضوا 10 مباريات وتلذذوا بالانتصارات مع مدربهم خواندي راموس، والدليل ان الموسمين الماضيين كان الريال متأخرا بـ 5 نقاط عن «البرشا» لكنه فاز باللقب.
والسبب الثاني هو ان ريال مدريد جمع نقاط اكثر من برشلونة منذ تسلم خواندي راموس المهمة خلفا لبرند شوستر، وتمسك بفارق النقاط الخمس منذ الاسبوع الـ 15 من الدوري، والسبب الثالث ان الملكي يعتبر الفريق الوحيد في الدوري الذي جمع نقاطا من المباريات خارج ارضه في الفوز بـ 8 مباريات متتالية، والسبب الرابع ان الريال نجح في البقاء بين المرشحين للفوز باللقب بعد تجاوز الاسبوع الـ 33 في الدوري بأكثر من 70 نقطة، اما السبب الخامس فهو نجاح الريال في تحسين مركزه ومزاحمة «البرشا» في النصف الثاني من الدوري، اما السبب السادس فهو ان الريال يعتبر الفريق الاوروبي الوحيد الذي جمع نقاطا في عام 2009 بدءا من 49 نقطة وبشكل متواصل، بينما السبب السابع هو عدم هزيمة الريال في العام 2009 الى جانب ارسنال الانجليزي، وفي السبب الثامن ان «الريال» و«البرشا» حققا 14 انتصارا من اصل 17 مباراة على ارضهما، وجاء السبب التاسع حول ان الريال الفريق الاكثر «سرقة» للكرة من خصمه، حيث سجل 1913 مرة، بينما حل خيتافي بالمرتبة الثانية بـ 1893 مرة وبرشلونة ثالثا بـ 1873.
والسبب العاشر ان «لوس بلانكوس» ثاني فريق اوروبي بعد مرسيليا الفرنسي في تسجيل الاهداف عام 2009 محققا 9 اهداف.
وجاء السبب الحادي عشر حاملا الاندهاش بتحقيق 12 فوزا وتعادل واحد، مقتربا من رقم المدرب ميغيل مونوز موسم 1960 - 1961 عندما سجل 15 فوزا متتاليا، والسبب الاخير وهو الثاني عشر سجل للريال انه منذ 100 عام في تاريخ مشاركاته سجل 5 اهداف في 16 مباراة.
وبعد عرضنا للاسباب وشرحها، نتذكر المطربة وردة الجزائرية في اغنيتها «عندي الاسباب كتيرة.. وهأقول ايه ولا ايه»، وهذا يقودنا الى ان الملكي «زعيم» اسبانيا بلا منازع والبطل المتوج دوما في اوروبا.
مهما قلنا وقالوا فإن لحن «الكلاسيكو» سيعزف على وقع «الاغورات» من اعذب «غيتارين» وهما.. ريال مدريد وبرشلونة.