- الدوري درجتان وهناك 8 أندية ستبقى في دوري الأضواء بينما ستهبط7 أندية إلى دوري المظاليم
أحمد السلامي
وضع المختصون في التنمية البشرية أسسا علمية ثابتة اعتبروا من خلالها أن الثقة معدية، مثلها مثل عدم الثقة، فعندما يثق الإنسان بنفسه يمكنه أن يحول من الحلم أمر واقع وتصبح له القدرة على التغيير والعكس صحيح، وهذا ما حدث مع المدربين الوطنيين الذين كانوا يحلمون بتولي مهام إدارة وتدريب الفرق الأولى للأندية المحلية ومنحهم الثقة المطلقة لأخذ فرصتهم كاملة في إثبات وجودهم أسوة بالمدربين الأجانب الذين كانوا يستحوذون على نصيب الأسد في سوق التدريب محليا لسنوات طويلة سادت فيها عقدة «الخواجة» ليأتي اليوم الذي يصبح فيه المدرب الوطني منافسا لنظيره الأجنبي وتحديدا خلال الموسم الجديد الذي رجحت الأندية كفة المدرب الوطني على حساب المدرب الأجنبي.
وجاءت هذه الثقة بعد معاناة طويلة مع إدارات الأندية التي لم تكن تثق في قدرات المدرب الوطني الذي حصل على لقب مدرب طوارئ، يأتي به بعد أن صدور فرمان عزل المدرب الأجنبي ليتولى «الوطني» إصلاح ما أفسده «الخواجة» ويتحمل أعباء الضغط النفسي والجهد الذهني في سبيل إعادة توازن الفريق والعبور به إلى بر الأمان، وهو ما كان يسبب هاجسا مخيفا لدى معظم المدربين الوطنيين الذين يخوضون غمار تجربة «الطوارئ» والتي كانوا يخشون من خلالها أن تعود نتائجها بصورة سلبية على مستقبلهم التدريبي بسبب الأخطاء التي قد تؤدي إلى إنهاء مشوارهم قبل انطلاقته الفعلية.
الثقة في الموسم الجديد رجحت كفة المدربين الوطنيين على حساب الأجانب، حيث يتولى 8 مدربين وطنيين مهام تدريب الفرق الأولى في الأندية المحلية وهم محمد دهيليس في السالمية، وفوزي إبراهيم في العربي، وعبدالرحمن العتيبي في الساحل، وظاهر العدواني في النصر، وأحمد عبدالكريم في الصليبخات، ومحمد الشيخ في الجهراء، وعلي مهنا في التضامن، وحمد حربي في برقان، بينما تعاقدت 7 أندية مع مدربين أجانب وهي المرة الأولى في التاريخ المحلي الذي يستحوذ فيه المدربون الوطنيون على مهام تدريب الفرق الأولى ويتفوقون على المدربين الأجانب.
ورغم أن هذا الموسم يعتبر الأصعب من الموسمين السابقين، نظرا لعودة الدوري بنظام الدرجتين والذي سيتم تطبيقه ابتداء من الموسم القادم، حيث سيكون بنظام الدرجتين وهذا يعني أن هناك 8 أندية ستبقى في دوري الأضواء بينما ستهبط 7 أندية إلى دوري المظاليم، إلا أن إدارات الأندية الثمانية قررت أن تمنح المدرب الوطني الثقة في خوض غمار المنافسة من بداية الموسم على عكس ما كان في الماضي، وهو مؤشر إيجابي يؤكد تطور مستوى المدرب الوطني وقدرته على تحمل المسؤولية لبدء فصل جديد من فصول النهضة الجديدة.
ومن يعد للبحث في سجلات المدربين الوطنيين يجد أن لدينا كفاءات وطنية قادرة فعليا على تحقيق إنجازات ترتقي إلى مستوى التطلعات ولا تحتاج إلى أكثر من أن تمنح الثقة الكاملة مع الصلاحيات المفتوحة لاختيار المحترفين وفريق العمل الذي يعتقد أنه قادر على العمل معه في ظل ظروف صحية مناسبة بعيدة كل البعد عن الضغوط النفسية والجماهيرية والإعلامية.