عبدالله العنزي
أعرب مصدر رياضي خليجي رفيع المستوى لـ «الأنباء» عن قلقه حيال إقامة بطولة كأس الخليج الـ 20 في مدينة عدن اليمنية خلال الفترة من 22 نوفمبر الى 5 ديسمبر المقبلين، بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها اليمن وكان آخرها التفجير الذي وقع مؤخرا في نادي الوحدة اليمني احد المنشآت التي ستستضيف البطولة وأسفر عن سقوط 3 قتلى و17 جريحا، مضيفا ان هذا الأمر من شأنه ان يعيد الحسابات كثيرا في جدوى إقامة البطولة في اليمن خلال الموعد المحدد في ظل هذا الاختراق الأمني الذي جاء بعد ايام قليلة من إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن توفير 30 ألف جندي لتوفير الأمن في البطولة.
وشدد المصدر الذي رفض الافصاح عن اسمه، على ان قرار تأجيل البطولة في هذا التوقيت الضيق ليس قرارا رياضيا يمكن ان يتخذه رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية بل هو قرار سياسي من الدرجة الأولى، لأنه سيأتي من منطلق الحرص على سلامة أبناء الخليج في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتوترة.
وأبدى المصدر أسفه لعدم الإفصاح او صدور أي تقرير امني عن أوضاع اليمن وبالتحديد في مدينة عدن الجنوبية التي تشهد مطالبات عديدة مما يسمى «بالحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الجمهورية اليمنية الأم هذا بالإضافة الى تواجد المنظمات الإرهابية في الجنوب اليمني، مشيرا الى ان الأمانة العامة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي كانت قد طلبت وبشكل عاجل من وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون تقريرا خاصا حول مرئياتهم بشأن الحالة الأمنية هناك خلال فترة إقامة دورة كأس الخليج الـ 20 وذلك في شهر يوليو الماضي والى الآن لم يصلها شيء من هذا الخصوص.
وقال المصدر انه من المؤسف ان تؤثر المصالح الشخصية على نجاح كأس الخليج، فالكل يعلم مدى الضغوطات الكبيرة التي يمارسها رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام على بعض الاتحادات الخليجية وذلك بسبب بعض المصالح الانتخابية التي يسعى إليها بن همام، مستغربا في الوقت ذاته من تبدل مواقف بن همام الذي كان ينادي قبل فترة بإلغاء كأس الخليج او إقامتها كل 4 سنوات والان يدعم إقامتها.
وأكد المصدر انه كان بالإمكان تدارك الوضع وإيجاد قرار نهائي حول تأجيل البطولة او نقل مكان إقامتها بعد ان دعا رئيس اتحاد الكرة الشيخ طلال الفهد الى اجتماع تنسيقي بين رؤساء الاتحادات الخليجية، إلا ان إجراء قرعة البطولة في نفس يوم الاجتماع و«بفعل فاعل» افشل عقد هذا الاجتماع الذي كانت كل بوادره تشير الى قرار تأجيل البطولة لمدة عام مع نقل إقامتها الى البحرين.
وناشد المصدر القادة السياسيين في دول مجلس التعاون الاستعجال باتخاذ قرار مهم لطمأنة الشارع الخليجي باستقرار الوضع في اليمن بناء على تقارير من وزراء داخلية دول مجلس التعاون او الإيعاز الى الجهات الرياضية المسؤولة بتأجيل موعد إقامة البطولة او حتى نقل مكان إقامتها.
رياضيون إماراتيون: إقامة كأس الخليج باليمن مغامرة غير محسوبة العواقب
اعتبر رياضيون إماراتيون ان إقامة «خليجي 20» في موعدها المحدد في اليمن خلال الفترة من 22 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر المقبلين تعد مغامرة غير محسوبة العواقب في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي تعيشها الدولة المستضيفة لهذا الحدث.
وحذر هؤلاء الرياضيون في تصريحات لصحيفة «إمارات اليوم» من المخاطر الكبيرة التي من الممكن ان يتعرض لها لاعبو المنتخبات المشاركة من مختلف دول الخليج.
ودعوا الى أهمية توافر جميع العوامل التي تساعد البعثات الخليجية لاسيما اللاعبين على أداء مهمتهم على اكمل وجه من دون اي خوف من حدوث تفجيرات دامية او إحداث شغب.
وقال الرياضيون انه حتى لو قام اليمن بتوفير حراسة مشددة وحماية مكثفة بحشد المئات من رجال الأمن والشرطة والجيش فان شعور اللاعبين بعدم الأمن وبأنهم يعيشون وسط أجواء غير طبيعية سينعكس بصورة سلبية على مستوياتهم الفنية خلال المباريات.
وأوضحوا للصحيفة انه رغم الجهود الكبيرة التي قام بها اليمن في التحضير لهذا الحدث من خلال تجهيز الملاعب والمنشآت إلا ان البطولة ستتأثر أيضا وبصورة سلبية من ناحية الحضور الجماهيري الذي سيحجم عن التدافع لليمن من دول المنطقة لحضور المباريات ومؤازرة المنتخبات.
وكان البعض قد اقترح إقامة البطولة في أي دولة خليجية أخرى تكون مستعدة لتنظيمها مع الاحتفاظ لليمن بتنظيم البطولة في نسختها الـ 21 حال توافرت الظروف الأمنية المناسبة في هذا البلد.
وقال عضو مجلس إدارة رابطة كرة القدم الإماراتية محمد النعيمي في تصريح للصحيفة انه يجب ان نكون واقعيين كون إقامة البطولة في اليمن ستكون محفوفة بالكثير من المخاطر الأمنية، خصوصا ان الكل يتابع من خلال وسائل الإعلام مشاهد التفجيرات الدامية في بعض المدن وحتى في عدد من الملاعب المخصصة لاقامة مباريات كأس الخليج.
واضاف ان هناك تخوفا كبيرا في الشارع الرياضي الإماراتي من ذهاب المنتخب الى اليمن للمشاركة في كأس الخليج في اليمن والحال تنطبق ايضا على بقية المنتخبات الخليجية الأخرى بجانب انه من الطبيعي ان يكون هناك تخوف في أوساط أولياء أمور لاعبي المنتخب نظرا لشعورهم بالقلق على حياة أبنائهم في ظل هذه الظروف.
من جهته اكد عضو مجلس إدارة نادي الوصل السابق حسن طالب انه من الصعب إقامة بطولة كأس الخليج في ظل الظروف الأمنية الحالية التي يشهدها اليمن معتبرا ان اقامتها في هذا البلد تعد نوعا من المغامرة كون المنتخبات التي ستوجد في هذا الحدث ستكون حذرة وخائفة من حدوث تفجيرات في الملاعب او الفنادق ومختلف الاماكن المخصصة لإقامة الوفود المشاركة في البطولة.
اليمن: الملاعب مؤمَّنة وجاهزة
أعلن وزير الشباب والرياضة اليمني حمود عباد ان الملاعب الخاصة باستضافة دورة كأس الخليج العشرين لكرة القدم التي ستقام في محافظتي عدن وأبين من 22 نوفمبر حتى 5 ديسمبر المقبلين أصبحت جاهزة بنسبة 100%.
وأضاف عباد في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع «26 سبتمبر نت» ان قيام انشطة خليجي 20 في اليمن «يتيح الفرصة أمام الشعب اليمني للتعبير عن قدرته في حسن التنظيم وكرم الضيافة خاصة انه قد نظم العديد من الانشطة الرياضية العربية والآسيوية».
من جهة أخرى، اوضح رئيس اللجنة الأمنية العليا للبطولة اللواء الركن صالح الزوعري انه طلب من الأجهزة الأمنية في محافظات عدن وابين ولحج «تشديد الإجراءات الأمنية وتعزيز الحراسات على المنشآت ذات الصلة بانشطة خليجي 20 لضمان عدم حدوث أي خرق أمني».
وأشار في تصريح لموقع وزارة الداخلية الى ان «تأمين خليجي 20 يجري وفق خطة مرسومة بدأت اللجنة الأمنية العليا بتنفيذها قبل عدة أشهر من خلال تأهيل الاجهزة الأمنية المشاركة في الحماية وتدريبها على التعامل مع مختلف الاحتمالات، الى جانب تحديد مواقع تموضع الوحدات الأمنية وإدخال التقنيات الأمنية الحديثة في حماية ومراقبة المنشآت الرياضية التي ستجري فيها الانشطة، وكذلك الأماكن الخاصة بإقامة الوفود الرياضية الى جانب رصد عناصر الشغب والعناصر المشبوهة وأرباب السوابق ووضعهم تحت الرقابة الأمنية».