- لبنان عرف رياضة السيارات في عشرينيات القرن الماضي
- لا نستغني أبداً عن توجيهات فؤاد الخازن
- أجندة النادي اللبناني تشتمل على 32 نشاطاً رياضياً بالموسم الواحد
أسامة المنصور
عماد نصري لحود من متابع لرياضة السيارات اللبنانية حتى رئيس لجنة رياضة السيارات في النادي اللبناني للسيارات والسياحة وصولا إلى توليه منصب منسق عام لدى الاتحاد الدولي للسيارات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ـ مينا ـ فخبرته في عالم رياضة السيارات كانت ومازالت السبيل في أن يكون أحد تلك الشخصيات العربية المؤثرة على مستقبل رياضة السيارات، ناهيك عن أنه أصبح اليوم أحد الأعمدة الرئيسية التي يبنى عليها مفهوم التطور الذي تشهده رياضة السيارات بالمنطقة، ان دراسته للقانون لم تمنعه أبدا من ممارسة عشقه الأول وهي رياضة السيارات وهذا العشق الذي اقتحم قلبه وهو لم يتعد السنوات السبع من عمره عندما كان يتابع أحداث الرالي من شرفة النادي وسرعان ما تطور هذا العشق مع مرور السنين ليصبح مشاركا فعالا في أكثر من مناسبة رياضية وذلك في بداية تسعينيات القرن الماضي وباسم مستعار احتراما لمشاعر والده الذي كان رافضا استمرار هذا العشق.
عماد لحود ابن المرحوم نصري جميل لحود الذي كان قد تولى العديد من المناصب القضائية، فكان رئيس مجلس القضاء الأعلى، فحياته كانت مزدحمة بالمناصب القيادية في الجمهورية اللبنانية الشقيقة مما يؤكد لنا أن عماد لحود ترعرع في بيت العدالة، فوالده كما يردد دائما أنه صاحب الفضل في رسم مستقبله حين وجهه إلى العمل بالنادي كمنظم محاولا إبعاده عن تلك المخاطر التي قد تنجم عن ممارسة خاطئة لرياضة السيارات آنذاك، ولعل هذا التوجيه كان سببا في تلك النجاحات التي حققتها لجنة السيارات بالنادي، فلم نستطع اليوم أن نحصي نجاحاته في هذه اللجنة خاصة عندما ندرك أن عماد لحود يعتبر أول شخصية رياضية لبنانية تتصدى لمنصب منسق عام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى الاتحاد الدولي للسيارات (فيا).
لحود مؤمن إيمانا راسخا بأن نجاح الرياضة الميكانيكية في لبنان ثمرة جهد من جميع العاملين. تلك المسيرة الحافلة بالانجازات سنكشفها معا عبر هذا اللقاء:
لبنان يحمل تاريخا عريقا برياضة السيارات، حدثنا عن هذه العراقة.
٭ سؤالك له أبعاد تاريخية ولكنني سأستعرض وبلمحة سريعة جدا أبرز تلك الملامح التاريخية لرياضة السيارات بلبنان، فالعراقة جاءت من بوابة التاريخ فعندنا ندرك أن لبنان قد عرف رياضة السيارات منذ أوائل عشرينيات القرن الماضي وارتبطت هذه البداية مع تلك السمعة التي اكتسبتها السياحة في لبنان وان كانت تلك الممارسات على قدر المعطيات إلا أنها تعتبر شبه بداية لمشوار حافل لرياضة السيارات اللبنانية وصولا إلى خمسينيات القرن الماضي، وعليه نستطيع القول ان تاريخ رياضة السيارات بلبنان يوازي ذلك التاريخ السياحي الذي تمتاز به لبنان، كما أود ان أضيف نقطة هنا والمتمثلة في أنه في تلك الحقبة من الزمن إن جاز التعبير نجد تعاونا بناء بين لبنان وسورية خاصة في مجال رياضة السيارات وثمار هذا التعاون هو إنشاء نادي لبنان وسورية للسيارات وذلك في عهد الرئيس فؤاد شهاب، مما زاد من رقعة المشاركة، وبالمناسبة كان السيد جون تود الرئيس الحالي للاتحاد الدولي للسيارات أحد المشاركين في تلك الفعاليات، وكذلك ناصر بن خليفة العطية نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات وغيرهم من الأبطال الأوروبيين وهذا التفاعل الإيجابي ساعد على تنظيم رالي عائلي حيث يستطيع المتسابق أن يشارك في هذا الرالي من خلال السيارة الشخصية وهكذا، حتى جاءت مجموعة من عشاق رياضة السيارات في تلك الفترة، مطالبين بأرض خاصة لهذا النشاط وكان لهم ذلك من خلال منطقة الكسليك بجونية وهو عبارة من مرفأ لليخوت واليوم في 2015 وبفضل هؤلاء الرجال المخلصين نحن نتواجد على أرض النادي اللبناني للسيارات والسياحة الـatcl الذي تأسس عام 1950 فهو اليوم يعتبر كيانا بحد ذاته وبكل تأكيد نحن نعمل بروح الأسرة الواحدة وما نحن إلا عابرون لدينا واجبات تجاه المجتمع اللبناني كثيرة من أهمها رعاية وتنظيم تلك الأنشطة الرياضية المعنية برياضة السيارات المحلية منها والدولية وفق لوائح وأنظمة الاتحاد الدولي للسيارات.
ما أبرز ملامح خطة العمل في مجلس ادارة النادي اللبناني للسيارات والسياحة؟
٭ إن عمل مجلس إدارة النادي اللبناني للسيارات والسياحة ينطلق من قاعدة متينة ومبنية على تلك الأسس السليمة والتي يهدف من خلالها إلى تقديم المساعدة المطلوبة للهواة وكذلك للمتسابقون وباب النادي مفتوح على مصراعيه لمن يرغب في ذلك شريطة أن يمتلك تلك المقومات والمؤهلات ليترجمها على ارض الواقع، وهذا الأمر ينطبق كذلك على الراغبين في الدخول الى عالم التنظيم الذي لا يقل أهمية هو الآخر كعنصر أساسي من عناصر نجاح اي حدث رياضي، ولست أبالغ عندما أقول إن الشباب اللبناني بجميع طوائفه يعشق رياضة السيارات وهذا العشق كفيل بأن يرسم له ملامح الطريق نحو العالمية ولدينا أسماء لامعة في سماء رياضة السيارات العالمية أمثال عبدو فغالي ـ روجيه فغالي ـ نيكولا أميوني الذي يعد أصغر بطل لبناني يحقق لقب رالي لبنان 2014، ردولف أسمر، تامر غندور، رودريك الراعي وغيرهم من الأسماء التي نفتخر بعطائها فقد مثله لبنان خير تمثيل وما تزال عبر تلك المحافل الدولية فبتلك المفاهيم وغيرها الكثير الذي ينطلق به عمل وخطط مجلس إدارة النادي برئاسة الشيخ فؤاد الخازن الذي يمدنا مشكورا بتلك التوجيهات من أجل أبراز الصورة الجميلة لنجمة الشرق الأوسط.
هناك مساهمة للكوادر اللبنانية في تطوير رياضة السيارات؟
٭ لست أجامل هنا عندما أقول ان لبنان بلد مصدر للخبرات وما يعنينا هنا هو رياضة السيارات فلدينا أمثلة واقعية نستطيع أن نؤكد من خلالها ذلك الدور المهم الذي يلعبه الشباب اللبناني في رسم خارطة طريق لرياضة السيارات العالمية، فالأستاذ زياد جاموس وإيلي سمعان يعتبران اليوم من صناع تلك القوانين واللوائح المعتمدة في تلك الأحداث الرياضية المعنية برياضة السيارات كما نجد جابي كريكر وفادي عون من الشخصيات الواعية والمدركة لحجم تلك المسؤوليات الملقاة على عاتقهما، إلى جانب هذه الخبرة نجد في كل موسم يخرج لنا بطل لبناني جديد يحمل تلك الآمال والتطلعات ونحن بكل تأكيد سنظل ندعم تلك المواهب في سبيل رفع العلم اللبناني وسط تلك المحافل الدولية.
ما حجم الدعم المقدم للمتسابقين اللبنانيين؟
٭ أجل، ومثل هذه الأفكار أصبحت اليوم في حيز التنفيذ، فمن المؤكد أن الظروف تختلف اليوم عن تلك التي كنت أعايشها في تلك الفترة، وبحقيقة الأمر لا أريد وعلى الصعيد الشخصي أن تصطدم تلك الظروف غير الإيجابية بذلك الطموح الذي يحمله المتسابق اللبناني اليوم، فالكل يعلم أن رياضة السيارات مكلفة، ولكن يجب علينا اليوم كوننا أحد المسؤولين عن هذه الرياضة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أن نجد تلك الحلول التي قد تساهم في توفير مناخ جيد لمن يرغب بممارسة هذه الرياضة، فعلى سبيل المثال لا الحصر هنا في لبنان قد أنشأت صندوقا لدعم المتسابقين والمشاركة بهذا الدعم ليست واجبا بل من باب المساهمة الاجتماعية إن جاز التعبير ووجدت تفاعلا لا بأس به من قبل أعضاء النادي وبمختلف طوائفهم، ومما لاشك فيه فإن هذا الصندوق سيكون خطوة إلى الأمام نحو توفير ذلك الدعم المادي المطلوب بالإضافة إلى مساهمة إدارة النادي وأنا شخصيا حريص كل الحرص على إنجاح هذا المشروع حتى لا يعيش هذا الشاب الطامح في مثل تلك الظروف التي عاصرتها شخصيا عندما كنت أمارس هذه الرياضة، أما على الصعيد الإقليمي فالظروف متشابهة، حيث لدينا نجوم في رياضة السيارات ولكن الدعم المادي كان ومازال سببا في اختفاء نجوميتهم من سماء البطولات، وعليه نبحث اليوم في أن يشارك الجميع بهذه البطولات وبأقل تكلفة من خلال إيجاد فئات جديدة للسيارات تكون خاضعة تماما لشروط المتانة المعتمدة لدى الاتحاد الدولي للسيارات على أن تحمل ذات المناخ التنافسي، ناهيك عن التكريم الذي يحصل عليه المتسابق في حال تحقيقه مركزا متقدما، وعليه سنجد أن رقعة المشاركة ستكبر والجميع سيكون مستمتعا في مناخ إيجابي على اعتبار أنك ساهمت في تخفيض تلك التكلفة المالية الباهظة.
رياضة السيارات بخير.. رغم الظروف السياسية
قال لحود: لابد وأن نقيس حجم الظروف السياسية التي تعصف بلبنان وبالشرق الأوسط وصولا إلى شمال أفريقيا وحينها سترى أن رياضة السيارات بخير، أجل وهذا الشعور لم يأت من عدم بل من واقع تلمسته شخصيا ويشاركني فيه الجميع مثال على ذلك نجد الظروف السياسية بلبنان لم تؤثر بالمعنى المطلوب على خطة العمل الخاصة بتنظيم البطولات المحلية وحتى الدولية، فاليوم نحن نعيش معا فرحة نجاح رالي لبنان الدولي 2015 الذي وصل عدد المشاركين فيه إلى أكثر من 30 مشاركا محليا ودوليا وبالأمس القريب توجنا أبطال رالي لبنان المحلي.. وفي سورية نجد عودة رياضة السيارات من خلال تنظيم سباق السرعة، كما نجد حركة غير مسبوقة للإعلام في تغطية تلك الأحداث كذلك لدينا أرض خصبة من الدعم المادي ويوازيه ذلك الدعم المعنوي لتلك الأحداث بل وهناك أمثلة عديدة تدلنا على ان رياضة السيارات بخير وتحتاج فقط من يخلص العمل وأنا على يقين تام بأن حليفه سيكون النجاح.
تنوع الأنشطة في النادي اللبناني للسيارات
اشاره لحود إلى أن التنوع موجود عندما نتحدث عن 32 نشاطا رياضيا في الموسم الواحد منها اثنان دوليان، وهذا التنوع قابل للزيادة في ظل توافر المكونات الأساسية لتنظيم الحدث بداية من منظم وصولا إلى المتسابق ناهيك عن إدراك مجلس إدارة النادي بأهمية تنوع الأنشطة الرياضية المعنية برياضة السيارات في لبنان وهذا التنوع يتمثل في بطولة رالي لبنان ـ الانجراف ـ الكارت ـ الدفع الرباعي ـ تسلق الهضبة ـ سبيد تيست ـ السيارات الكلاسيكية.. وغيره من الأنشطة التي ساعدت على إبراز وجوه شابة وجديدة قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات اللبنانية في تلك المحافل الدولية وهذا ما نعمل عليه حاليا على أن يكون للبنان حضور لافت على المستوى الدولي وهذا الطموح مبني على المعطيات المتوافرة اليوم.
للمرأة دور بارز في رياضة السيارات
ذكر بكل تأكيد فالمرأة كانت ومازالت تلعب أدوارا إيجابية ساهمت في تطوير رياضة السيارات على المستويين المحلي والدولي ولا أخفيك سرا فإننا في لبنان نمتلك عنصرا نسائيا يعمل تحت منظومة النادي حيث تجد المنظمة وتجد الملاحة ناهيك عن وجودها في الجانب الإعلامي الذي له الفضل في وصول الرسالة وغيرها من المواقع المهمة في هذه الرياضة وحان الوقت لدور أكبر للمرأة في عالم رياضة السيارات وبالمناسبة فقبل أيام معدودة فقط تم الإعلان من قبل الاتحاد الدولي للسيارات وتحديدا عبر لجنة المرأة عن قبول 18 امرأة بين سائق وملاح من بينهم الأردنية «ياسمين ماجد» والمصرية «يارا شلبي» لدورة تدريبية مكثفة في دولة قطر الشقيقة ومن خلال الاتحاد القطري للسيارات والدراجات الذي سخر كافة الإمكانات في سبيل إنجاح الدورة المرتقبة في أوائل نوفمبر ولا يسعني في هذه الجزئية إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لجهود السيد ناصر بن خليفة العطية بصفته رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات لدعمه، وبقوة، فكرة مساندة وتفعيل دور المرأة في رياضة السيارات عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ـ مينا ـ فاليوم جميع الظروف من شأنها أن تخدم فكرة تغير نظرة المجتمع لدور المرأة في رياضة السيارات وسنتكاتف جمعيا لتذليل جميع العقبات من اجل مشاركة فاعلة ومن كافة الدول.