عبدالله العنزي
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها «اللحظات المجنونة » في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
تقابل منتخب ألمانيا الغربية مع نظيره الهولندي في المباراة النهائية لكأس العالم 1974، ولعل البعض وجدهما الفريقين الأنسبين لبلوغ هذه المباراة خصوصا ان المنتخب الهولندي استطاع ان يتأهل الى المباراة النهائية على حساب البرازيل، فيما تأهل الألمان الى النهائي عبر بوابة المنتخب الپولندي، ليتقابل أصحاب الارض والجمهور مع فريق «الأحلام» الهولندي في مباراة تمناها كل مشاهدي البطولة حينها.
النجم والساحر الهولندي كرويف لم يترك الألمان يلتقطون أنفاسهم بعد اطلاق حكم المباراة لصافرة البداية حتى عاجلهم بتوغل سريع، فتسلم الكرة من منتصف الملعب تقريبا لينطلق بها الى منطقة جزاء الألمان، فلم يكن امام المدافع الألماني اولي هونيس الا ان يعرقل كرويف فلم يتردد الحكم الانجليزي جاك تايلور في احتسابها ركلة جزاء وسط صدمة الجمهور المحلي علما بانها كانت المرة الأولى التي تحتسب فيها ركلة مماثلة في مباراة نهائية منذ البطولة الأولى عام 1930.
وبرهن تايلور عن شجاعة كبيرة لاحتساب الركلة خصوصا في الدقيقة الأولى وأمام الجمهور الألماني الكبير الذي غطى مدرجات الملعب بالكامل وسط احتاجات كبيرة من اللاعبين الألمان خصوصا ان العداء كان في أوجه بين الألمان والانجليز، وانبرى يوهان نيسكينز للركلة بنجاح خادعا الحارس العملاق سيب ماير مسجلا أسرع هدف في المباريات النهائية أيضا.
وسيطر المنتخب الهولندي على مجريات اللعب في ربع الساعة الاولى قبل ان يبدأ المنتخب الألماني بالخروج من الصدمة ويدخل أجواء المباراة تدريجيا، ومن إحدى الهجمات المرتدة تعرض لاعب منتخب ألمانيا برند هولتسنباين الى عرقلة داخل منطقة جزاء الهولنديين من قبل فيم سانسن فمنح الحكم تايلور ركلة جزاء لألمانيا سددها بول برايتنر مدركا التعادل لمنتخب بلاده (21). وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين نجح «المدفعجي» غيرد مولر في اقتناص هدف الفوز لألمانيا عندما استدار على نفسه داخل المنطقة وسدد كرة زاحفة في الزاوية البعيدة للحارس يونغبلويد وكان الهدف الرقم 68 لمولر في 63 مباراة خاضها وكان الأهم في مسيرته علما بانه خاض مباراته الدولية الأخيرة قبل ان يعتزل.
وفي الشوط الثاني حاول المنتخب الهولندي ادراك التعادل ولكن من دون جدوى تذكر خصوصا بعد ان لاحت فرصتين ثمينتين الا ان الحارس الألماني ماير تألق وأبعدهما ببراعة، لتنتهي المباراة بتتويج الألمان أبطالا لكأس العالم وسط حسرة كبيرة من قبل كرويف ورفاقه، الذي كان عزاؤهم الوحيد ان اختارهم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كأفضل منتخب قدم أداء في البطولة.