الفلوجستون..
دافع العلماء البارزون في القرن السابع عشر والثامن عشر عن نظرية فلوجستون للحرارة والتغير الكيميائي.
والتي تقول إن الفلوجستون عنصر موجود في كل المواد ويساعد المادة على الاشتعال ويتحد معها مكونا أكسيد المادة وأسموه «كالكس».
وقد عزز من رواج وانتشار هذه النظرية أحد العلماء البارزين في عصره وهو جورج ارنست شتال أثناء عمله كبروفسور في جامعة هال من 1694 حتى 1716.
وقد افترضت هذه النظرية أن الاحتراق يحدث عن انطلاق عنصر الفلوجستون من المادة، وان المواد تختلف في مقادير الفلوجستون الذي تحتوي عليها. ولذلك فسرت هذه النظرية أن المواد التي تحتوي على كميات كبيرة أو أكبر من عنصر الفلوجستون تكون سريعة الاشتعال ولا ينتج عن احتراقها رماد كثير.
كما فسرت هذه النظرية تحول المعادن إلى كلس (أكسيد) عند تسخينها في الهواء حيث قيل إنها تفقد الفلوجستون.
كما فسرت هذه النظرية استخلاص المعادن من خاماتها عن طريق تسخينها مع الفحم النباتي، حيث تفيد هذه النظرية بانه عند تسخين الفحم الغني بالفلوجستون مع كلس فإن الفحم يفقد ما به من فلوجستون إلى الكلس، فيتحول هذا الكلس إلى معدن.
وعلى الرغم من رواج هذه النظرية إلا انها كانت خطأ جعل عالما كبيرا لم يقتنع بها أن يدل العالم على التفسير الصحيح ويغير مجرى التاريخ.
فقد انهارت هذه النظرية والتي شغلت العلماء قرابة قرن من الزمان، وذلك بعد ان أثبت العالم الفرنسي لافوازيه عام 1779 بتجاربه الشهيرة على احتراق الفوسفور والزئبق بأن الفلزات تحترق في الهواء وتتحد مع جزء منه وهو «الأكسجين» ويؤدي ذلك الى زيادة في وزن المعدن، وبهذه الطريقة أثبت انه لا يتصاعد أي فلوجستون في هذه العملية، وذلك لأنه لا يحدث فقدان في وزن المعدن عند تسخينه، وقد أثبت ذلك من خلال تفاعل الزئبق مع الأكسجين.
وهكذا بقيت النظرية سائدة حتى أتى لافوازيه وأثبت خطأ هذه النظرية عندما سخن الزئبق وبرهن أن عملية الاحتراق عبارة عن اتحاد أكسجين الهواء بالمادة (تأكسد) وليس كما قالت نظرية فلوجستون.
(من كتاب: ١٠٠ خطأ غيرت مجرى التاريخ ـ بيل فاوست ـ ترجمة مجدي كامل)