مع أن اللبنانيين يزيدون في بلاد الأمازون، التي هاجر أوائلهم إليها قبل 130 سنة، على 6 ملايين مغترب ومتحدر تقريبا، أي أكثر من 3% من سكانها البالغين 194 مليونا، إلا أن أحدا منهم لم يصل إلى منصب سياسي كالذي وصل إليه اللبناني الأصل، ميشال تامر، فهو نائب رئيسة البرازيل الجديدة ديلما روسيف. لم يحالف الحظ العاطفي أيضا أي متحدر لبناني كما حالف تامر البالغ عمره الآن 70 سنة، فزوجته تصغره بأكثر من 42 عاما وهي ملكة جمال سابقة وبدأوا يسمونها «كارلا بروني أميركا»، لأنها عارضة أزياء سابقة وإيطالية الأصل كزوجة الرئيس الفرنسي تماما، ومثلها تحمل لقبا سيفرغ في البرازيل حين تحكمها روسيف بدءا من أول يوم في العام الجديد، وهو لقب السيدة الأولى.
وميشال تامر شبيه شكلا بالرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أي قصير القامة مثله ويداه صغيرتان كقدميه، وبالكاد طوله 170 سنتيمترا، مع اختلاف بين الاثنين جوهري وكبير: ساركوزي مجري الأصل من أب يهودي وأمه أصلها يوناني، أما نائب الرئيسة الجديدة للبرازيل فابن لمخايل تامر ومرشا بربر، وهما لبنانيان هاجرا في 1925 من قرية منسية بمتاهات وجرود مرتفعات قضاء الكورة في الشمال اللبناني.
والقرية صغيرة وتكاد لا تبدو على الخريطة «بل هي محرومة من كل ما هو عصري وحديث وسكانها لا يزيدون على 550 نسمة»، وفق ما قال عنها رئيس بلديتها، المحامي بسام بربر، حين اتصلت به «العربية.نت» امس عبر الهاتف.والمتوافر من المعلومات عن والدي ميشال تامر هو أنهما هاجرا إلى البرازيل مع من أبصر النور من أولادهما في القرية ليلتحقا بأقارب لهما في مدينة ريفية اسمها «تييتيه» وتبعد 145 كيلومترا عن سان باولو، وفيها استأجر المهاجر الجديد آلة لتقشير الأرز والبن عاش عليها وقام بتربية من أبصر النور من أولاده في لبنان ومن بعدها في البرازيل.
.. ودا سيلفا يبكي في آخر خطاب له بوصفه رئيساً للبرازيل
في سياق قريب أجهش الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا دا سيلفا بالبكاء خلال آخر خطاب له يوجهه بصفته رئيسا للبلاد.
وبكى دا سيلفا ثلاث مرات على الأقل أثناء إلقائه كلمة أمام حشد في وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء بمسقط رأسه في ولاية بيرنامبوكو التي ولد فيها فقيرا منذ 65 عاما.وسيترك دا سيلفا السلطة يوم السبت المقبل مع تنصيب خليفته ديلما روسيف التي اختارها دا سيلفا بنفسه وفازت بالانتخابات الرئاسية.
وذرف دا سيلفا الدموع أولا حينما استحضر ذكريات نشأته وهو طفل فقير في إحدى المدن الريفية القريبة من مدينة جارانهونس في برنامبوكو إلى أن وصل لرئاسة ثامن أكبر قوة اقتصادية في العالم.
ثم بكى دا سيلفا مجددا عندما عبر شاعر من سكان المنطقة عن عرفانه بجميل «رئيس الأراضي البرازيلية الذي حظي بأكبر قدر من المحبة».
أخيرا، بكى دا سيلفا حينما استحضر ذكرى فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2002 بعد ثلاث هزائم متتالية في 1989 و1994 و1998 قائلا «خسرت لأن جزءا من الفقراء لم يكن لديهم ثقة في».
وقال دا سيلفا: «أتذكر أنه في عام 1989 في كاسا أماريلا (حي فقير في ريسيفي) خرجت امرأة من منزل صغير وقديم وقالت لي «لن أصوت لك لأنك ستأخذ كل ما املك».