بغداد ـ سي.ان.ان: تقدم عدد من أعضاء البرلمان العراقي باقتراح قانون جديد لمكافحة التدخين، يقضي بمنع التدخين في الأماكن العامة، وهو الاقتراح الذي آثار كثيرا من الجدل حول مدى أهمية مثل هذا القانون في دولة أصبح صوت التفجيرات والرصاص الحي من الأمور المعتادة فيها.
ويعتقد بعض العراقيين، خاصة بين المدخنين، أن جهود البرلمان لسن تشريع لمكافحة التدخين، هي مضيعة للوقت، على اعتبار أن هناك مسائل أكثر أهمية من التدخين، بحسب رأيهم.
الشاب العراقي أبو علي، البالغ من العمر 37 عاما، والذي كان يدخن الأرجيلة بصحبة أصدقائه، في احدى مقاهي وسط العاصمة بغداد، حين سألته «cnn» عن رأيه في هذا القانون، أجاب: «إن تدخين سيجارة هو أسهل ما يمكن فعله في العراق».
وقال أبو علي: «من الصعب تفعيل مثل هذا القانون في العراق، فنحن لسنا مثل الشعوب الأميركية أو الأوربية المرفهة، فبالنسبة لهم جميع القضايا الرئيسية محسومة، وبلادهم تنعم بالاستقرار».
وأشار الشاب العراقي إلى أن معظم أبناء بلده لديهم أمور أخرى أكثر أهمية، يجب النظر إليها قبل قضية التدخين، حيث يسقط آلاف الضحايا نتيجة الحروب والأعمال الإرهابية التي تحدث يوميا، أما التدخين فلا يشكل مثل هذه الخطورة، على حد قوله.
وبدأ البرلمان العراقي مؤخرا نظر مشروع قانون لمكافــحة التدخين، قدمه النائب جواد البازوني، عضو اللجـــنة الصحية، والذي لم يتوقع أن يثير اقـــتراحه هذا الجدل الكبير بين المشرعين، لكونه يتــعلق بقضـــية صــحية تبدو وكأنها تحــظى باتفاق الغالبية عليها.
وقــال الـبـازوني: «إن قـضـيـة التدخين هامة جدا، وليست فرعية كما يظن البعض، فعدد ضحايا التدخين، يفوق عدد ضحايا الحروب والعمليات الإرهابية بالعراق»، من دون الإشارة إلى الأعداد الرسمية للضحايا.
يذكر أن قانون مكافحة التدخين في الغرب، يقضي بمنع التدخين في المناطق العامة، ويجبر الشركات المصنعة والموزعة للسجائر على طباعة جملة «التدخين ضار جدا بالصحة» على علب السجائر، ويمنع إعلانات السجائر في وسائل الإعلام المختلفة.
وهذا الأمر من الصعب تطبيقه، في بلد لا تتجاوز تكلفة علبة السجائر فيها 33 سنتا أميركيا، فالعراق يحوي أعلى معدل مدخنين في الشرق الأوسط.