البيت هو المكان الذي يرتاح فيه القلب نتحدث فيه دون تحفظ وننام فيه دون مواعيد، وهو المكان الذي يحس فيه الإنسان بأنه في مأمن من كل سوء، حيث ينظر إليه الإنسان كمأوى له ولأفراد أسرته، والإنسان منذ الأزل يبحث عن مأواه، فهو مطلب أساسي لحياته كطعامه وشرابه وكسائه فهو المكان الذي نخلد فيه إلى الراحة.
في السابق كنت اعتقد أن جريدة «الأنباء» الكويتية بيت الكويتيين، فأبوابها مفتوحة لجميع الكويتيين بغض النظر عن توجهاتهم أو وضعهم في المجتمع أو غيره من الأمور التي اعتدنا على ضرورة توافرها في الفرد مع سياسة المحسوبية والمصالح والأبواب المغلقة في الكويت، وعن تجربة شخصية مع أسرة جريدة «الأنباء»، حينما قررت البدء في كتابة المقالات كنت أرسلها إلى جميع الصحف، لكنني وجدت معاملة خاصة ومميزة لدى جريدة «الأنباء»، وكان أمرا مستغربا بالنسبة لي، فقد اعتدنا في الكويت على عدم الاهتمام بالمواطن بسبب اجتهاده أو ما يقدمه من عمل مميز بل على العكس من ذلك، حيث اتبعت الدولة في السنوات السابقة سياسة الأبواب المغلقة واللجوء للواسطة سواء من نواب أو تكتلات سياسية أو الطائفة أو القبيلة، وذلك كله ساهم في بث الإحباط في نفوس العديد من المواطنين وأنا أحدهم، لكن باب جريدة «الأنباء» كان مفتوحا لأبناء الكويت الراغبين في الاعتماد على جهودهم الشخصية دون استخدام الواسطة، فقد اتبعت سياسة مختلفة للجميع بعيدا عن المحسوبيات والمصالح لذلك تطورت كثيرا.
وبعد حضوري حفل «الأنباء» السنوي أحسست بفخر كبير لأنني عضو في هذه الصحيفة لما سمعته من كلمات الثناء النابعة من القلب، صدرت من الشخصيات المكرمة في مختلف المجالات من الوطن العربي، حيث أثبتت أن «الأنباء» بيت الجميع سواء على مستوى الكويت أو الوطن العربي، كانت كلمات فعلا مؤثرة فشكرا لأسرة «الأنباء» على هذا العطاء للوطن ولأبناء الوطن.