تعتبر قضية الأمن الغذائي احد أبرز القضايا المجتمعية التي تؤرق الحكومات حول العالم حيث يتم تصنيف الدول سنويا عن اكثر الحكومات التي توفر الأمن الغذائي لمواطنيها، وقد كانت الكويت دائما في المراتب المتقدمة من اكثر الدول التي توفر الأمن الغذائي.
ونظرا لحرص الحكومة المستمر على التطوير من آلياتها في توفير سبل العيش الكريم للمواطنين والمقيمين، فقد تم تأسيس الهيئة العامة للغذاء والتغذية وفق قانون رقم 112 لسنة 2013 والذي يضم في هيكله التنظيمي العديد من الإدارات المختصة في التحقق من سلامة المنتجات الغذائية سواء الواردة او المنتجة محليا فنجد أن في إداراتها التنوع في القطاعات لنجد انها تشمل أيضا إعداد البحوث والدراسات لشؤون تغذية المجتمع والأمن الغذائي وغيرها من الاختصاصات التي ترمي بالدرجة الأولى الى التطوير من جانب التغذية المجتمعية.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن الأمن الغذائي محقق بمعدلات مرتفعة لدينا وهذا فيه إجماع كل من يقطن هذه الأرض الطيبة إلا اننا لنا وقفة مع قضية الأمن الغذائي فهي مرتبطة بالدرجة الأولى بالاستيراد من الخارج فنستورد منتجات بلدان متنوعة، ولكن السؤال منتجاتنا نحن أين هي؟ سؤال يتكرر باستمرار أي نعم أننا بلد صحراوي لا توجد فيه زراعة تحقق الأمن الغذائي الكافي ولكن هناك أنواع متنوعة من الأسمدة وتطور آليات الزراعة من محميات وغيرها ذللت كثيرا من معوقات وجود الزراعة في البلدان الصحراوية إلا أن هذا لا ينفي ان هناك من يزرع في مزارعهم الخاصة العديد من الأنواع التي تعتبر ركيزة أساسية للأمن الغذائي وأجد أن أهمها القمح فهناك من يزرع القمح في الكويت ويزرع بقية المنتجات الزراعية.
إلا ان المحاولات هذه نريدها على مستوى الدولة نريد الاعتماد على المحاصيل الزراعية لدينا لنتمكن من الوصول لأعلى درجات الأمن الغذائي باستقلالية ذاتية.
هذا فضلا عن دعم الشركات المنتجة للأغذية فاليوم نحن لدينا شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية هذه الشركة استطاعت ان تبرز على النطاق المحلي كأفضل شركة أغذية فهي توفر منتجات متنوعة ومميزة إلا انها إلى الآن لم تحقق الرضا الكافي لجميع المواطنين نظرا لأن أسواقنا مفتوحة على العالم فنجد ان هناك العديد من الشركات غير الكويتية تنافسها في السوق المحلي، وهنا لا بد أن تتلقى شركة المطاحن الدعم من قبل الدولة حتى تتمكن من إرضاء جميع الأذواق فعلى سبيل المثال تتميز منتجات الشركة بأنها صحية فنجد ان معدل الملوحة والسكر في جميع المنتجات ضمن توصيات منظمة الصحة العالمية.
ولكن ليس كل الأشخاص يريدون ان يكون برنامجهم اليومي صحيا فهناك اشخاص يريدون التنوع في النكهات والمذاق وهو ما يجدونه في المنتج المستورد لذا فسياسة إرضاء جميع الأذواق والتماشي مع مستجدات العصر امر لا بد ان يوضع في سياسة الشركات المنتجة للأغذية.
لذا نتوقع أن تتبنى شركة المطاحن اقتراحا بتشكيل لجنة من اشهر الطهاة في الكويت لعقد اجتماعات تشاورية للنظر في كيفية التطوير من المنتجات لتلائم جميع الأذواق فمن الممكن إضافة نكهات او خضروات على بعض المخبوزات حتى يقبل عليها أفراد المجتمع ونحقق الربحية.
كذلك من الممكن ان تكون هناك منتجات لا تهدف لتحقيق الرشاقة فمن يسعى لأن يكون رشيقا لن يكون طوال الأسبوع، هذا فضلا عن ان خسارة جمهور كبير ممن لا يسعون إلى الرشاقة ولا تعنيهم ويتوجهون لمنتجات أخرى لتوفر لهم لذة الطعم هذا امر لا بد ان يوضع في الاعتبار فالمهم إرضاء جميع الأذواق.