منذ استقالته من منصبة كرئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم، على خلفية فضيحة الفساد والرشاوى التي طالت مساعديه ومعاونيه، إلا إن السويسري جوزيف بلاتر يراهن على عامل الوقت لعودة المياه الى مجاريها وعلى عودة الهدوء والاستقرار مرة أخرى للمنظمة الدولية (فيفا).
فقد أعلن الاستقالة مع بقائه في منصبه مؤقتا لحين دعوة اللجنة التنفيذية لكونغرس الفيفا الى جمعية عمومية استثنائية لانتخاب رئيس جديد خلال الفترة من ديسمبر 2015 حتى مارس 2016، وذلك إستنادا الى النظام الأساسي لفيفا.
وأيضا إعلانه القيام خلال فترة رئاسته المؤقتة بعمل (إصلاحات عميقة وضرورية)، فهو يراهن على استعطاف المجتمع الرياضي الدولي على (إصلاحاته)، وعلى ما ستؤول إليه التحقيقات في قضايا الفساد والرشاوى وغسيل الأموال والتي يجزم بلاتر بأن لا علاقة له بها.
بلاتر يرى أمام عينيه فضيحة اللجنة الأولمبية الدولية عام 1998 وكانت تتعلق بدفع رشاوى مقابل شراء أصوات لصالح تنظيم مدينة (سولت ليك) الأميركية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام2002 والتي أدت في النهاية الى إصلاحات واسعة في اللجنة الأولمبية الدولية وانتهاء التحقيقات بعد استقالة عشرة أعضاء من اللجنة الأولمبية الدولية وانتهاء العاصفة.
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ علق على هذه الحادثة وقال ان هيكل «فيفا» يختلف كثيرا عن اللجنة الأولمبية الدولية ولا توجد مقارنة بين ما حدث في (سولت ليك) وبين ما يحدث في «فيفا»، في إشارة الى حجم الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
لقد ذكرت صحيفة شفيز ام سونتاغ السويسرية استنادا الى مصدر مقرب من بلاتر لم تكشف عن هويته أن العجوز السويسري لا يستبعد عدوله عن قرار الاستقالة بعد تلقيه الدعم الكامل من الاتحادين الأفريقي والآسيوي.
لكن يبدو أن (اوروبا) لم تنطل عليها مناورة بلاتر بالبقاء كرئيس مؤقت لفيفا، فقد طالب البرلمان الأوروبي بلاتر بالتنحي فورا عن رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل السماح لوصول رئيس مؤقت يقود حملة إصلاحات جذرية في السلطة الكروية العليا.
هل يبقى بلاتر في منصبه أم يتنحى؟ هذا ما سوف تكشفه الأيام القليلة القادمة، لكن بكل تأكيد ما حدث من تهم فساد ورشاوى وغسيل أموال، ستظل وصمة عار في جبين كرة القدم العالمية لفترة طويلة من الزمن وستلقي بظلالها على المجتمع الكروي.
[email protected]