عبدالعزيز الكندري
البرلمان العراقي ايد مقترحا قدمه احد الاعضاء والذي يطلب من الكويت دفع تعويضات للعراق، وقد تم تشكيل لجنة برلمانية لدراسة الموضوع، وايجاد قرار مناسب بهذا الشأن، وسيتم إيفاد مجموعة من النواب الى الكويت لمناقشة الحالة القائمة.
والفصل السابع الذي تطالب الكويت بتنفيذه تم تطبيقه على الـــــعراق بعد دخــول النظام الصدامي البائد واحتلاله للكويت حيث مارس جلاوزة النـــــــظام البائد كافة انـــــواع الانتقام والبطش والخراب وحرق الثروات، وأبشع الجـــــرائم ضد كافة المقيمين على تراب هذا الوطن، والخطأ الذي ارتكبه ذلك النظام لا يقتصر على خلاف سياسي بين الدولتين، وانما اضر شعبا كاملا وشرده من موطنه، وضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية وقرارات جامعة الدول العربية، ولعل الشعب العراقي الشقيق عانى مثل هذه المعاناة على مدى سنوات حكمه، واوجد هذا الشرخ الكبير في الصف العربي، اعتقد ان الكويت من حقها المطالبة بحقوقها المشروعة دوليا.
ولجنة العقوبات التابعة لمجلس الامن كانت تستقطع 30% من واردات النفط العراقية، وهي تدفع كتعويض للأضرار الناجمة عن الاحتلال، وتم تعديل هذه النسبة لتصل الى 25% ثم خفضت الى 5% فقط.
البرلمان العراقي وضع اللوم على الكويت وكأنها هي التي قامت بفرض العقوبات وليس مجلس الامن، ومن المستفيد من هذا التوتر بين البلدين الشقيقين، هناك امور اولى كان يجب الحديث عنها تحت قبة البرلمان العراقي، وهي المعاناة الحقيقية التي يعيشها هذا الشعب الشقيق، وهو بحاجة ماسة الى تنمية جادة وتوفير العيش الكريم لأبنائه والتفكير في مستقبل افضل يسد حاجاته وآماله، العراق بحاجة الى تنمية بشرية غير عادية، اعتقد أن العراق يمتلك عقولا جبارة قادرة على احداث نهضة جادة وحقيقية ومواجهة التحديات لو أحسن استغلالها في الطريق الصحيح.
هذه الاستفزازات لا تخدم المصالحة بين البلدين الشقيقين الكويت والعراق، ولكن يجب تحكيم وتغليب العقل، وبالطرق والقنوات الديبلوماسية تحل الامور، وليس بالتراشق الصحافي النيابي، وحسنا فعلت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الكويتي وهذا التحرك السريع والايجابي لحلحلة الموضوع وفق الاطر الصحيحة والسليمة، أما تصريح وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله فهو تصريح شخص مسؤول يدل على بعد نظر وعلى نظرة استراتيجية ثاقبة للأمور، وهو تصريح وضع النقاط على الأحرف، وعلى اعضاء مجلس الأمة والكتل البرلمانية دعم هذا الموقف المسؤول والمتوازن والمتزن في نفس الوقت، ومما قاله الجارالله «انا على ثقة بأن الامور ستتجه الى التهدئة وعلى ثقة بحكمة القيادة في البلدين الشقيقين».