قصة نجاح ونهج.. مدينة دبي فعلا مذهلة، وأصبحت هذه المدينة الصغيرة بحجمها والكبيرة بمشاريعها وانجازاتها حديث المحطات الفضائية والقاصي والداني، وهذه الإنجازات لم يكن لها النجاح والظهور على أرض الواقع، لولا أن هناك رؤية وعزيمة وإصرارا وتفاؤلا عجيبا وكبيرا لدى القائمين عليها، وهو صاحب المقولة المشهورة «كثيرون يتكلمون ونحن ننجز» فعلا أنتم تنجزون يا سمو الشيخ محمد، والذي يقرأ كتب التاريخ ويتفحصها جيدا، يجد أن الإنجازات الكبيرة كان وراءها رجال أكفاء كبار، قادوا مسيرة الإصلاحات والانجازات من أجل الرخاء لهم وايجاد العيش الكريم لشعوبهم، وأعتقد أن الأزمة المالية ما هي إلا أزمة عابرة، وستخرج منها مدينة دبي أقوى مما كانت عليه.
فعلا هي قصة نجاح مذهله هذا الإنجاز وافتتاح برج «خليفة بن زايد» أطول ناطحة سحاب في العالم، وأقصد في قصة النجاح والنهج ليس في ارتفاع البرج فقط، وإنما في السرعة القياسبة لبنائه بخمس سنوات فقط مما يدل على الإصرار والعزيمة ووضوح الرؤية، بدأت أعمال الحفر في يناير 2004، وتم وضع الأساسات في فبراير 2004، وعمليات البناء الفعلي كانت في مارس 2005، والوصول إلى الطابق 50 في يونيو 2006، وتم بناء الطابق 150 «أطول ناطحة سحاب وهيكل قائم بذاته في العالم» في سبتمبر 2007، تحقق الحلم وتم انتهاء بناء البرج في يناير 2009، وتم افتتاح البرج في 4 يناير 2010، لتكون بذلك وتكمل قصة النهج المذهلة، وقال سمو الشيخ محمد بن راشد في الافتتاح «نبني القمم العالية بالهمم العالية، ونستثمر في الإنسان للإنسان، اليوم نرسم نقطة ضوء على خارطة العالم الجديد، وكل أعلى نقطة في العالم بناها البشر لابد أن يقترن بالأسماء الكبيرة»، وقال «أعلن افتتاح برج خليفة بن زايد».
والبرج هو الأطول في العالم، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 800 متر، وبه أكثر 160 طابقا، ويمكن رؤيته من بعد أكثر من 90 كيلو مترا، وبالبرج حوالي 1044 شقة و4 طوابق للمكاتب وعدد 3000 موقف سيارة تحت الأرض و31400 طن متري من القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل «برج خليفة»، وإلى فندق في الأسفل من عمل المصمم الإيطالي جورجيو أرماني، وستكون الطوابق العليا مكاتب «مكاتب للمراسم» للاجتماعات الرسمية، هذا بالإضافة إلى المصاعد الذكية التي ستوفر أعلى أداء لهذه المصاعد.
رئيس مجلس إدارة إعمار محمد العبار قال إن «العوائد المتوقعة من تسليم البرج ستؤثر إيجابيا على النتائج المالية للشركة في الربع الأول والثاني والثالث من العام الحالي» وأضاف «90% من البرج تم بيعه بالفعل» وأن «إعمار تبيع القدم المربعة الواحدة بـ 1400 دولار» وعلى حسب الاطلالة، وتكلفة البرج تقدر بحوالي 1.5 مليار دولار والعائد تخطى 10%.
وبعثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون برسالة تقول فيها، «ما بذلتموه من جهود لايجاد أرضية للتعاون الدولي في مجال الاقتصاد العالمي يمثل مسعى مهما للغاية ولا يسعني إلا أن أحيي هذه الجهود وأثني على التزامكم المستمر بتحقيق التنمية المستدامة».
نبارك لمدينة دبي هذا الإنجاز، والذي يتوج ضمن سلسلة وحلقة من حلقات النجاح، مع قلة الإمكانيات الاقتصادية المتوافرة لدى إمارة دبي، اعتقد أن أبوظبي من الآن ستكون داعمة لدبي بأي ثمن كان، وهي قادرة على ذلك لما لها من ملاءة مالية جدا كبير وقوية، أما نحن فإن التقارير تشير إلى أننا سنحقق فائضا في الميزانية يتجاوز 6 مليارات دينار، ومع ذلك لا يستطيع المواطن الحصول على منزل إلا بعد 15 عاما، أما المشاريع التي تم إيقافها فهي كثيرة، لن نستطيع أن نتقدم بوجود هذه الدورة المستندية المملة والطاردة للاستثمارات، ولن نستطيع الخروج من دوامة الأزمة المالية العالمية إلا بطرح المشاريع التنمية التي تدر الخير للبلاد والعباد، ويدا بيد لنبني كويت الغد.
[email protected]