تتردد هذه المصطلحات المبهمة وعلى نحو الإطلاق من أفواه بعض السياسيين كمطالب للتشكيلات الحكومية دون وضع معايير محددة وواضحة بعيدا عن الأهواء الشخصية والفئوية.
وفي اعتقادنا ينبغي ان نكون واقعيين لننطلق نحو الأفضل.
فواقع نسيجنا الاجتماعي الوطني لا يسمح بتجاهل احد من مكوناته، فلو اعتمدنا على عنصر الكفاءة فقط، واتضح مصادفة (مثلا) ان المرشحين كلهم او معظمهم جاءوا من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة، فهل يقبل العرف الكويتي هذا التشكيل؟ ألا يعكس ذلك رسالة سياسية لإقليمنا المتحسس طائفيا؟ وبالمثل لو جاءت هذه الكفاءة مصادفة بحكومة كلهم أو معظمهم من إحدى أو مجموعة من القبائل الكريمة، أو كلهم من العنصر النسائي، أو ان هذه الكفاءة أتت بحكومة جميعها من عوائل «جبلة» الكريمة فقط او قل من عائلة الصباح الكريمة، فهل يقبل العرف الكويتي اليوم هذا الاختيار تحت مبرر: انها الكفاءة ولا شيء آخر.
الصحيح ان يكون التشكيل الحكومي عاكسا للنسيج الكويتي كلما أمكن ودون إهمال أي منه لاسيما أن قرارات مجلس الوزراء مبنية على رؤى تدخل في الثقافات والأعراف الاجتماعية والدينية الوطنية علاوة على الاعتبارات القانونية.
وما المانع ان يجمع ما بين الاختيار النسيجي والكفاءة التي هي بالأكيد متوافرة في مكونات المجتمع الكويتي؟
ثم ما معايير وضوابط هذه الكفاءة؟ هل الكفؤ في مهنته كالطبيب والمهندس والتربوي والإداري بالضرورة هو كفؤ في العمل السياسي؟ حتى لو جاءت حكومة تكنوقراط فالحس السياسي ينبغي ان يكون حاضرا فيها بقوة، ام ان هذه الكفاءة ينبغي ان تكون عبر تمحيص المرشحين للحكومة الجديدة باختبارات تمتحن قدراتهم السياسية والمهنية الفنية المناسبة للوزارات المعنية لكل واحد منهم.
لا مفر من التسليم لإرادة رئيس الحكومة في تشخيصه واختياره لأعضاء الوزارة الجديدة طبقا لرؤيته التي ستكون تحت رقابة ومساءلة السلطات الدستورية الأخرى، كما هو الحال في الحكومات الديموقراطية التي يشكلها الحزب الفائز.
غاية الأمر ان يكون سجله نظيف اليدين قويا في تحمله لقراراته (القوي الأمين).
وإذا كان هناك إصرار على الأخذ بمعيار ما لكفاءة الوزير فمن باب أولى تطبيقه على مرشحي مجلس الأمة، حيث هناك تلازم بينهما طبقا للمادة 125 من الدستور التي تنص على انه «تشترط فيمن يولى الوزارة الشروط المنصوص عليها في المادة 82 من الدستور» والمادة 82 هي الخاصة بالشروط اللازمة في عضو مجلس الأمة.
لكن الأساس هو إعادة تغيير نهج صناعة القرار السياسي الكويتي.
>>>
كل عام وانتم بخير: «يا من ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم اختم لي يومي هذا بخير وشهري بخير وعمري بخير وسنتي بخير».
[email protected]