هكذا قانون الحياة الدنيا السرمدي، يتوالى الراحلون إلى الحياة الآخرة، لكن أوجعها خطب أن يكون من بينهم من لهم آثار منافع للعباد وصلاح للبلاد.
بالأمس القريب رحل برجس حمود البرجس عندما كان سفيرا لانسانية الكويت ينقل للمكروبين والمعوزين احتياجاتهم التي حملوه إياها أهل الكويت الخيرين، وقد كفونا الكتاب والراثين مناقبه الجمة.
واليوم نودع آخر، هو فارس من فرسان الديبلوماسية الكويتية، من مدرسة الديبلوماسي الأول في عالمنا العربي والإسلامي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، انه السفير الحاج عبدالهادي حجي محمد المحميد الذي رحل بهدوء رغم صراعه مع المرض دون ضجيج الاعلام والإعلان كهدوئه في جده في عمله، كما عهدناه في استراحته في ديوانية المحميد بالدسمة، بطيب كلامه وعذب ابتسامته.
جديته كانت ملازمة لحياته التي ملأها جهدا وجهادا منذ أن بدأها موظفا في دائرة المعارف عام 1955 قبل ان ينتقل الى وزارة الخارجية متدرجا من امين صندوق الى عالم الديبلوماسية من سكرتير ثالث عام 1963 ومترقيا بخطوات مثابرة الى درجة سفير عام 1977 ومتنقلا بين دول العالم حاملا رسالة الكويت الى طهران، دمشق، تونس، صنعاء، دبي، زائير، ليبيا والصين قبل ان يستقر في ديوان الخارجية بالكويت قبل ان يتقاعد عام1987.
تغرب معه أهله وعياله شطرا من حياته المتنقلة من بلد الى آخر، لكن ذلك لم يكن حائلا أمام تفوقهم في دراستهم العلمية والعملية، بل ان بعضهم رموز في العمل التبليغي الاسلامي والاعمال التطوعية ولعل أبرزهم ابنته الاخت الفاضلة د.خديجة المحميد، فهنيئا له صدقته الجارية وهنيئا لهم أبيهم الذي عمل من أجل الكويت والكويتيين.
رحمك الله يا ابا محمد ولدت محميدا ورحلت محمودا.
[email protected]