بعد تخرجه في السبعينيات بأميركا عين مهندسا في محطة أم العيش لوزارة المواصلات.
وبدأ يتردد على مسجد النقي، تقربت منه كوجه جديد، فانفتح علي بكل مشاعره الجياشة بالايمان الفطري، والمتطلع الى رفيق يتصادقه ويتآخيه في الله.
فكنت سعيدا به.
يفضي لي بما في نفسه وأفضي له.
يحب الصلاة ويشتاقها، أوفدته الوزارة لمهمة بالخارج أخذته بنفسي الى المطار.
وفي الطريق تذكر انه نسي «التربة» (قطعة من الطين الجاف لسجود الجبهة لله تعالى) فاحتار كيف سيصلي بالطائرة؟! قلت لا تثريب عليك، سنقف الآن امام بر خيطان.
فالتقط بديلا قطعة حجر او خشب، وطار مصليا فوق السحاب، فارتاحت نفسه واطمأنت.
كان حرا في آرائه، فعندما تعصف الخلافات، يقتنع بالرأي لكنه لا يحتجب عن الرأي الآخر.
كان دائما حليما يتأوه بصمت، قليل الكلام في الجلسات العامة.
لا اذكر انني رأيته غاضبا على الملأ الا لله تعالى، مرتين: مرة عندما اشتد الجدل في الديوانية، فصاح بالقوم يحثهم على العمل قائلا «بسكم ثرثرة ورشف شاي، حتى دمكم تحول الى شاي!»
كان مدمنا بشعيرة الحج، ومرة عندما اختلفت الرؤية في إدارة حملة الحج فارتفعت نبرة الصوت، لكن الخلق الإيماني أطفأها فورا، فأعجب الحضور!
رحمه الله، أخذ منه المرض أداتي التواصل: النطق والحركة ! لكن لم يستطع ان يسلبه الأجمل وهي ابتسامته الدائمة، يستقبل بها زائريه، ويودعهم.
رحم الله بوأحمد، إبراهيم عسكر سعود البلوشي، كان عشقه الابدي النبي محمد صلى الله عليه وآله الأطهار وأصحابهم الميامين.
وكان في مسار النبي ابراهيم الخليل، وان إبراهيم لحليم أواه منيب.
> > >
رحم الله سماحة الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
مهما تعددت الآراء عنه.
لكن اتفقوا على انه من صناع الثورة الاسلامية الإيرانية المتطلعة إيجابيا مع الإقليم.
[email protected]