الكويتيون جميعا يدعون إلى الوحدة الوطنية والحفاظ على ديرة الأمن والأمان.
لكن ما إن يطرأ علينا حادث أمني مقلق، أو موقف سياسي مختلف عليه، إلا وتثور عاصفة من الاتهامات باللاوطنية! لماذا؟
نحن بحاجة إلى «التعايش»، وهو الاعتراف والقبول بالتنوع المجتمعي !
نحن مجتمع فيه الشيعي بتنوعه الفقهي، وكذلك السني بتنوعه المذهبي والحركي، والقبائل والاعراق تتوزع بينهم، وتتنوع بينهم المرجعيات الفكرية كذلك، ولكل منهم رؤيته السياسية، ومنهجه، وما يتفرع منها.
ويأتي دستور الكويت كضابط لهذا التناغم ومنظم لهذا التنوع تحت مسمى واحد وهو المواطنة.
مشكلتنا أن البعض لا يعترف بهذا الواقع، وعمليا يريد مصادرة حقوق المواطنة لهذا التنوع، ويريد ان يحتكر الامتيازات والمكاسب والحقوق ويترك الفتات للآخرين ذرا للرماد في العيون!
التعايش ان ترضى بالغير كما هو، وتقر له بالمواطنة وحقوقها وحرياتها وواجباتها.
في الغزو العراقي الصدامي (1990/8/2- 1991/2/26) انتصر الكويتيون في الداخل والخارج، لأنهم تعايشوا معا، اعترفوا بتنوعهم، وقبل بعضهم بعضا، وأحسوا بحاجتهم لبعضهم البعض، فصاروا خبازين وسباكين وحدادين وخمامين، ووزعوا الأموال، تبادلوا الهويات والألقاب، وفتحوا مخازنهم وبيوتهم، وقاوموا للدفاع عن شرف المواطنة.
وهو نموذج للتعايش وهو الصيغة العملية للوحدة الوطنية.
يا ليت يعود هذا التعايش، لكن من دون غزو !!
[email protected]