المال زينة الدنيا، ولكن عليه قيود في مكسبه وفي إنفاقه. تنظمه التكاليف الدينية (مثل الزكاة والخُمس والصدقات والأوقاف والوصايا...الخ) وكذلك عليه بالمثل التزامات قانونية.
والمال له - كذلك - وظيفة اجتماعية ووطنية تطوعية، لقد كان للتجار وأصحاب الأموال دور عظيم في بناء الكويت قبل اكتشاف النفط. ومازالوا يتطوعون ببناء المؤسسات الخدمية غير الربحية في الداخل، ودعم المشاريع الخيرية في الخارج.
لكن لدينا من همهم جمع المال وكنزه، دون أن يكون لديهم أدنى اهتمام في توظيف جزء منه لأعمال جليلة تخلّد ذكراهم بعد مماتهم، على الأقل، بل قد يتحول إلى لعنات عليهم عندما يتنازع عليه الورثة، وينشب الخصام والحقد والغل بينهم.
مقابل نماذج حية، من الأفراد والمؤسسات، تجد أياديهم البيضاء واضحة في المشاركة الاجتماعية، وفي تأسيس المشاريع غير الربحية لنفع الناس، وتنمية البلاد.
ومن ذلك ما أبهرتنا به شركة «زين» بعملها الفني «سيدي الرئيس» الذي مزج بين الرسالة السياسية والنداء الإنساني الى العالم، ابتداء من مظلومية الفلسطينيين، الى مأساة الروهينغا في بورما، مرورا بكوارث قوارب الموت، وبلغة لينة لكن فيها جرأة التحدي (سنفطر في القدس عاصمة فلسطين).
وهذا بُعد أممي يتخطى المحلية، ولا ينقص من قدر ذلك وجود نقد ما، فهو عمل يستحق الشكر والتقدير.
[email protected]