تسالم المجتمع الإنساني على أصل الوفاء بالعهود والمعاهدات، وإن نقضها له نتائج وخيمة، انظر إلى نتائج وأهداف تمزيق المقبور صدام حسين لاتفاق شط العرب مع إيران، من حرب الثمان سنوات! وينسحب الآن الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، ليتهدد السلام والاقتصاد العالمي، ويقوض استقرار المعاهدات الدولية.
ولم تكن هذه النتائج الخطرة أمرا جديدا، بل التاريخ الإسلامي يتحدث عن معاناة النبي صلى الله عليه وآله من نقض اليهود للعهود، حتى أجلاهم من المدينة.
ومع تسلسل الأحداث المؤسفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، آل أمر الخلافة إلى سبط النبي ابن فاطمة الزهراء، الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، لكن استمر الاضطراب في الدولة الإسلامية الفتية، واستمرار تهديدات ولاية الشام، ما أرغمت الظروف الضاغطة على الإمام عليه السلام لإبرام ما يعرف بصلح الإمام الحسن، على أمل أن تستقر أمور الإسلام والمسلمين. لكن نقض وثيقة هذا الصلح، ثم ما نجم عنه فيما بعد من مآسٍ، أبرزها واقعة كربلاء ومقتل سبط النبي الآخر الإمام الحسين عليه السلام، كانت لها نتائج خطيرة، لايزال المسلمون حتى اليوم يجنون منها الاختلاف والتمزق، وينطبق عليهم مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله «... يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل...» !
(15 شهر رمضان ذكرى ميلاد كريم أهل البيت الإمام الحسن عليه السلام - يوم قرة العين (الكركيعان).
[email protected]