مع حل مجلس الأمة والاستعداد للانتخابات البرلمانية الجديدة عادت الكرة مرة أخرى إلى ملعب الناخب، إلى الكويتيين بعمومهم ليحددوا مصير المرشحين فإما يختاروا من أجل الكويت والمصلحة العامة بنظرة شمولية واسعة، وإما يختاروا بحسب انتماءاتهم العصبية القبلية الطائفية.
أيام قليلة ونقول كلمتنا.. فإما أن نقولها من منطلق الحرص على هذا البلد أو من منطلق النظر تحت أقدامنا واختيار ابن الفخذ وابن العم وابن القبيلة وابن الطائفة، وإما أن نخطو خطوة للإمام أو نكرر أخطاء الماضي ونعود خطوات للوراء لتزداد الأوضاع سوءا.
نريد في هذه المرة أن نفعل الصواب وأن ننصاع لصوت العقل لا «حذف العقل» والاستماع والرضوخ للعبارة الشهيرة «تكفون لا تخلوني».. اختاروا صاحب المبدأ.. من يدافع عن حقوقنا ومكتسباتنا لا من يمرر لنا المعاملات غير القانونية ومن يسعى لمصالحه الخاصة الآنية على حساب المصلحة العامة والمال العام.
يا شباب الكويت يا من تريدون دولة تليق بكم وتليقون بها، لقد آن الأوان لاختيار صاحب الفكر والمبدأ الحريص على توصيل الصوت وتصويب الخطأ لا من يسعى لإرضاء متنفذ من أجل مصلحة ولا صاحب سلطة من أجل منصب.
يا شباب الكويت يا من تواجدتم في عز الحراك، وكنتم أنتم الحراك الفعلي، تحركوا واجعلوا المجلس القادم مجلسا مختلفا، نرى فيه المعارضة البناءة الحقيقية التي تذكرنا بمجلس الأغلبية حتى ولو بصوت خافت، انظروا في السيرة الذاتية للمرشح ولكن لا تجعلوها المقياس الأوحد للاختيار.
نعم السيرة الذاتية والتاريخ السابق يفضح المرشح وكما تعلمون ليس بالضرورة أن الحاصل على الدكتوراه عالم، ولا بالضرورة أنه صاحب مبدأ، والعكس صحيح، لكنها إلى حد ما كاشفة وشمعة تضيء لنا بداية الاختيار.
انظروا في أصدقاء المرشحين وخلانهم ومن عملوا معهم فالمرء على دين خليله كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. فهؤلاء الذين حول المرشحين يمنحوننا بعضا من صفاته ويعرفوننا بالكثير من طباعه وأفكاره.
صوتكم يا شباب الكويت أمانة، فاختاروا صوت العقل وبضمير حي، اقترعوا في الانتخاب بعيدا عن العنصرية التي خلقت الشحناء وأثارت خلافات «وألفاظاً نابية» ما انزل الله بها من سلطان، فأنتم أيها الشباب من يصنع الأوطان وأنتم الضمير الحي وامتداد «لصوت الشعب وضمير الأمة».
اختاروا القوي الأمين الصادق ودعكم من مرشحي «تكفون لا تخلوني» دعكم من «الشيلات العنصرية».. اختاروا بكل حرية، بفكر حر، ولمصلحة الوطن بعيدا عن مصلحة الفخذ والشخص. وندائي لكل شبابنا الحر في كل الدوائر، وخصوصا شباب الدائرة الرابعة التي خرج منها نواب كانوا صقورا في المجلس قبل مجلس الصوت الواحد، فاجعلونا نعيد هذا الجانب المشرق لصقور الرابعة في الصوت الواحد أيضا.
يا شباب الكويت، حانت الساعة التي تقولون فيها كلمتكم، التي تحددون فيها مصير كويت المستقبل التي ستكون سندكم وعونكم وحياتكم أنتم وأولادكم، فلا تبخلوا على الكويت بأن تقولوا الحق ولو على حساب المصلحة الخاصة ومصلحة الفخذ والطائفة.. نعم حانت الساعة.
[email protected]