بدأت الصحف تناقش مرة أخرى قضية التهديد بالاستجواب، وآخرها استجواب خالد الطاحوس لرئيس الوزراء حول قضية أم الهيمان، ورغم أهمية موضوع أم الهيمان وما تسببه من تلوث بسبب الصناعات التي أقيمت حولها، إلا ان القضية لا تحل عن طريق الاستجواب حيث ان مشكلة أم الهيمان تحتاج الى حلول علمية وعملية وليس فقط الصراخ والتهديد من أجل مكاسب انتخابية.
ارتاح الناس لفترة بسيطة من هذه المزايدات، وبدأ الناس يتحاورون حول خطة التنمية والميزانيات وغير ذلك من الأمور المهمة التي تهم المجتمع، ولكن الظاهر ان بعض الإخوان في المجلس لا يريدون للناس حتى الراحة، وكأن أسلوب العيش على حافة الهاوية، كما كانت سياسة أميركا في حلها للقضايا في السابق، حيث كانت تتركها وتصعدها الى حافة الهاوية، وما يترتب على هذا التصعيد والتهديد وما يسببه من خوف وعدم استقرار لدى شعوب الأرض، وعندها كانت تتصرف بالشكل الذي يخدم مصالحها بغض النظر عن الضحايا الذين كانوا يتأثرون من جراء أسلوب التصعيد لحافة الهاوية.
يا إخوان، يكفينا تصعيدا، يكفينا مهاترات، يكفينا تهديد الوزراء بالحق وبالباطل، وركزوا على ما يفيد الناس، ركزوا على تنمية البلاد، ركزوا على تحسين ظروف الناس وتطوير خدمات الحكومة للناس، وأوقفوا هذا الهدر الكبير الذي يقع بسبب سوء إدارة المال العام الذي يقع من بعض المسؤولين، ويكفي ما يسببه كل ذلك من كساد في السوق ومن خسارة كبيرة كمعاناة لسوق الأسهم بالذات الذي أصبح هو مجال العيش لأغلب الكويتيين خاصة المتقاعدين منهم الذين لولا سوق الأسهم، ولولا حضورهم اليومي لأصيبوا بالإحباط والملل خاصة انهم يلتقون يوميا بجماعاتهم وأصحابهم حتى لو لم يتعاملوا مع صفقات بيع وشراء الأسهم، لذلك لماذا يحاول اخواننا في المجلس أن ينغصوا على الناس حياتهم العادية، ويدخلوهم يوميا في زوبعة من جراء التصريحات النارية التي تسبب عدم الاستقرار في السوق.
الى متى يا ترى سنستمر في هذا الأسلوب المتأرجح بين التصالح والتصادم مع الحكومة والذي لا يعرف الإنسان كيف يبدأ ومتى ينتهي، ولنعمل على استقرار النفوس وزيادة المحبة واحترام بعضنا البعض والتعامل مع بعضنا البعض باحترام وبأخلاق سامية، لأننا يا اخوان أولا وأخيرا كلنا أبناء الكويت، وكل إساءة لأي فرد منا هي إساءة للجميع، ودعوا الوزراء ليعملوا وينتجوا ويقوموا بمسؤولياتهم بدلا من تهديدهم والتطاول عليهم بالحق والباطل، يا إخوان، نريد فترة هدوء حتى تستقر النفوس خاصة ان الأوضاع التي تحيط بنا لا تسر، وقد تصيبنا بعض الشظايا من هذه الانفجارات التي قد تحصل فيها، حافظوا على الكويت، وعلى إنسان الكويت وعدم إيذاء اخوانكم لأن كل أذية تؤذي الكويت، وهذا ما لا تستحقه الكويت، وعسى الله أن يهدينا جميعا الى ما فيه الخير والاستقرار والاطمئنان للجميع.