شهدت الكويت نهضة صحية شاملة في أواخر السبعينيات والثمانينيات برعاية سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - وشملت هذه النهضة إقامة عدد من المستشفيات والمراكز الصحية بجميع المناطق السكنية بالكويت لرعاية وعلاج أبناء كل منطقة سكنية ورعاية الأطفال والأم الحامل وكذلك إقامة مستشفى مركزي في كل محافظة من المحافظات الخمس بالإضافة إلى المستشفيات التخصصية للعظام والعيون والأعصاب والحروق والتجميل ومركز متخصص للجراحات التخصصية، إضافة إلى مستشفى الولادة والأمراض السارية والطب النفسي والأمراض الصدرية، ولكن كان ما ينقص الخريطة الطبية هو إقامة مصنع للأدوية والمستلزمات الطبية كبقية سائر الدول المتقدمة ليكون الدواء قريبا من المريض وفي متناول يده، حيث إن الدواء يعتبر صناعة استراتيجية وهو أمل المريض في الشفاء، وللتغلب على صعوبة التعامل مع شركات الأدوية الأجنبية ـ جاءت الفكرة ووافق المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح ـ رحمه الله وطيب الله ثراه ـ على بناء مصنع الأدوية على ارض الكويت باسم الشركة الكويتية للصناعات الدوائية (شركة مساهمة كويتية) ـ واستقدمنا خبراء في الصناعة الدوائية من السويد وألمانيا، وتم تشييد هذا المصنع على أعلى المعايير العالمية وقد روعي أن يكون قريبا من المستودعات الطبية المركزية للوزارة في منطقة صبحان الصناعية حيث تم افتتاحه وتشغيله في عام 1987 برعاية الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ـ رحمه الله ـ والذي كان يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت.
ولكن مع الأسف تعرض المصنع كغيره من مؤسسات وطننا الحبيب ـ تعرض إلى السرقة والتدمير خلال العدوان العراقي الغاشم على بلادنا في عام 1990.
وبعد التحرير في عام 1991 أصر بعض المهتمين بأمور الصحة والدواء من رجالات هذا الوطن على أن يقوموا بإعادة إصلاح المصنع وتشغيله وكان على رأسهم د.عبدالرحمن العوضي والذي فاز بملكية المصنع مع شركاء آخرين تحت اسم الشركة الكويتية - السعودية للصناعات الدوائية «شركة كويتية مقفلة» والذي أصبح لاحقا برأسمال كويتي خالص إذ باع الشريك السعودي حصته للشركة.
واليوم يمر على تشغيل المصنع 20 عاما إذ بدأ تشغيله في 20 مايو 1994، عشرون عاما من الجهد والعمل والعطاء لتأمين الدواء والمحاليل الوريدية لأبناء وطننا ودول مجلس التعاون الخليجية وجميع الأدوية مسجلة في كل وزارات الصحة في دول مجلس التعاون ومرخص بها وقد بلغت 265 صنفا.
وتستعمل جميعها في القطاعين الحكومي والخاص بكل نجاح والحمد الله.
مع تصديرنا الى جميع دول مجلس التعاون بالإضافة الى دول اخرى في آسيا وافريقيا.
وإننا إذ نعيش الذكرى العشرين لافتتاح وتشغيل مصنع أدوية الشركة الكويتية - السعودية للصناعات الدوائية لنفتخر باننا استطعنا تقديم الرعاية الصحية الكاملة ايمانا منا بحق كل فرد كويتي في ان يتمتع بأفضل مستوى ممكن وعلينا ان نساعده في التمتع بهذه الحياة على خير وجه.
وكل ذلك لم يكن بجهد فردي بل كان بجهد جماعي، مع مجموعة آمنت بحق الكويت عليهم وان تتضافر جهودهم لبناء هذا الصرح الطبي الصناعي واذكر منهم د.نائل النقيب وكيل وزارة الصحة والسيد ابراهيم المضف وكيل الوزارة المساعد في ذلك الوقت رحمهما الله وبقي معي حتى وقتنا الحالي د.عيسى الخليفة والذي يشغل حاليا منصب مدير عام للشركة.
واننا اذ نحتفل بمرور 20 عاما على إنشاء هذا المصنع نتمنى ان يولي حضرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين رعاية هذه الصناعة الاستراتيجية والاستمرار في دعمها ومساندتها لصالح الكويت وشعبها.
آملين ان يتحقق للكويت كل ما فيه الخير والاطمئنان في ظل رعايتهما لنا معاهدين الله ان نبذل قصارى جهدنا في خدمة الكويت وشعبها، وكان الله في عوننا حتى تتحقق هذه الأمنية للكويت.