نعم ان هذه الجائزة الثمينة، الإنسانية الكبيرة، التي تدل على الاهتمام بالفقراء والمحتاجين وتخفيف آلام العالم والإنسانية جميعا. وصاحب السمو عندما تم اختياره لم يكن فقط لعمل محدد او مبادرة وحيدة كما يحصل في مثل هذه الجوائز ولكن لان هذا الأمير الإنسان هو اكبر من الجوائز حيث انه حمل مآسي الانسانية طوال حياته وفي مختلف مراحل عمله حيث عمل في الإعلام والخارجية والمالية ورئاسة الوزارة وبعد ذلك اميرا، اي انه امتلك جميع المفاتيح التي تفتح باب القدر من الكويت والتي كانت دائما مستعدة لحماية الإنسانية، وحملت هذه المهمة حتى قبل النفط لان الكويتيين اعتبروا انفسهم وكأن قدرهم قد يكون في طليعة العمل الخيري.
تشهد أعمالهم وتبرعاتهم ومساهماتهم على مساعدة الفقراء في جميع انحاء العالم وعلى صدق نوايا هذا الشعب الطيب، فلا غرابة ان يتم اختيار أمير الإنسانية من بين هذا الشعب الطيب. فالكويت دائما عملت المستحيل وضحت بالكثير، واذكر في يوم من الأيام طوال عملي مع صاحب السمو عندما كنت وزيرا في الحكومة على مدى 16 عاما لم أذكر في يوم من الأيام أن امتنع عن أن تقوم الكويت بتقديم مساعدات للمحتاجين أينما كانوا، وكان دائما ديدنه المحافظة على الفقراء وإنقاذ الملهوفين وتقديم العون والمساعدة لهم.
والمؤتمرات الأخيرة التي عقدها سموه في الكويت حول مساعدة الشعب السوري او المساهمة في تنمية أفريقيا والدول الآسيوية، تصب كلها في نفس نهر الخير الذي شقه صاحب السمو كي نسير ونروي عطش الفقير ونطعم ما يسد جوع الفقير ونوفر ما يحتاجه الفقير وصاحب المصيبة من مأوى وملبس ومأكل.
نعم هذا هو أميرنا المفدى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، فلم ارض ان تفوت هذه الفرصة ولا اذكر ما اعرفه عنه من كرم الاخلاق وطيب المعاملة وحنان كل محتاج، فهنيئا للكويت على اختيار اميرها العظيم الشيخ صباح اميرا للانسانية.
فطوبى للانسانية المعذبة ان يكون لدينا في الكويت رجل محب للسلام أمضى أكثر من ثلاثة ارباع عمره يتجول في العالم كوزير لخارجية بلده وكان دائما يسعى الى لمّ الصفوف والصلح بين الناس. وهناك مناسبات كثيرة يعلمها الجميع عن عطاء هذا الرجل الطيب لدرجة الخوف عليه ان يفرط في صحته وعافيته.
كل هذا سيسجله التاريخ ويكون في لوح شرف يذكره الناس في جميع انحاء العالم ولكن الاكثر من ذلك والاعظم منه سيسجل في سجل اعماله الطيبة وميزان حسناته عند ربه، وهذا منتهى ما يتطلع اليه الانسان ويتمناه عندما يبادر الى اي عمل انساني. الكويت اسعدها هذا الاختيار، والشعب الكويتي عليه ان يحتفل ويجعلها مناسبة نستذكر فيه دور هذا الرجل العظيم في مساعدة الانسانية وخدمة الملهوف والمحتاج.
اطال الله في عمر صاحب السمو الامير وأبقاه ذخرا لنا، ورجاؤنا فقط ان ارحم نفسك يا ابوناصر فانك عزيز على الانسانية جميعا، ووفقك الله الى المزيد من العمل الانساني.