عبدالرحمن العوضي
هَم الندوات والصحف والفضائيات هذه الأيام هو نشر وإذاعة ما يقوله المرشحون حول برامجهم المستقبلية في مجلس الأمة، وجميع هذه البرامج تتلخص في التهديد والويل والثبور للحكومة، وليس الهدف من انتخاب هؤلاء هو التعاون مع الحكومة فقط، حيث إنه قبل هذا التعاون يجب أن تنال الحكومة ثقة المجلس، كل ذلك بهدف أن يكون بين أعضاء المجلس والحكومة تعاون وعمل مشترك من أجل تنمية الكويت ورفع شأنها في جميع المجالات.
يقول المزايدون إن هدفهم دائما هو كشف أخطاء الحكومة ومخالفاتها للدستور، ونحن لا نختلف معهم إذا كان هذا الادعاء صادقا والنوايا صادقة، وليس الهدف منه شخصيا بإحراج الوزراء والتطاول عليهم بأساليب وألفاظ أقل ما يمكن أن نصفها به بأنها متجاوزة للآداب والأخلاق، ونحن لا نطالبهم بعدم إظهار الحقائق إذا كانوا صادقين، وإذا كانوا يقصدون الإصلاح، ولكن ما نراه من ممارسات قبل دخول هؤلاء المرشحين للمجلس بأنهم يهددون رئيس الوزراء ويهددونهم حتى قبل أن يعلموا من هم وما هي خلفيتهم لأنه قد يكون من بين هؤلاء عدد كبير من أعضاء مجلس الأمة فبأي حق يتصرف هذا المرشح بهذه الطريقة قبل أن يعرف الشخص وقبل أن يرى أعماله وإنجازاته.
يا إخوان أنتم مسؤولون فقط عن أعمال الحكومة ولستم مسؤولين عن الحكومة كأشخاص لأن لهم خصوصية، ولا يسمح القانون بالتعدي على هذه الخصوصية إلا إذا كانت هناك جريمة، وعندها أيضا يكون للسلطة القضائية هذا الحق وليس للسلطة التنفيذية. فاعرفوا حدودكم واحترموا تصرفاتكم لأنه من السهل جدا أن يرد عليكم عضو الحكومة بدلا من الصاع صاعين، ولكن اللوائح التي تحكم علاقته بمجلس الأمة واحترام نفسه بعدم الانزلاق لمثل هذه المنحدرات يمنعانه حتى من التلفظ بألفاظ هؤلاء المندفعين والمزايدين والمعتدين على حركة الإنسان وعلى شخصه.
لقد انكشف أغلب المزايدين والمدعين بالقضية وحماية المال العام والدفاع عن مصلحة الإنسان الكويتي، نعرف كم هي خسارة الكويت اقتصاديا وتنمويا وسياسيا، هؤلاء المزايدون الذين يرغبون في ركوب سلم السمعة والشهرة والمصالح الشخصية، ولكن على حساب سمعة الوطن وشرف الآخرين.
نعم لا نريد هؤلاء ونقولها في وجوههم، وليعرف هؤلاء المزايدون الذين يختفون خلف الصراخ والتهجم من الذين سيصلون إلى مجلس الأمة، فالشعب الكويتي قد عرفهم، ولا يمكن أن يرضى أن يحول مجلس الأمة الكويتي إلى حلبة صراع ومزايدات وتشهير بأهل الكويت.
الدول الخليجية المجاورة أصبحت تخشى من ديموقراطية الكويت ويجاهرون بذلك بعد أن كانوا ينظرون إلينا نظرة تعجب واستحسان، ونحن لا نلومهم في ذلك، فيما يرونه في مجلس الأمة من صراخ وصراع لمن هم ليسوا أهلا لأن يكونوا أعضاء يمثلون الشعب الكويتي، فهم قلة ضالة تحاول أن تتكسب من وجودها في هذا المجلس بغض النظر عن الأضرار التي يسببونها للكويت.
تبا لهم وتبا لأفعالهم، ونقولها لهم بصراحة ودون استحياء إننا لا نريدكم أن تمثلونا في مجلس الأمة، بل نستبدلكم بجيل جديد من العقلاء والدماء الجديدة لتبعث الروح والأمل في كويت المستقبل، بدلا من العبث الذي يضربها بشكل كبير.
وعسى الله أن يهدي الجميع وتستقر النفوس وتهدأ العواصف ويتحكم العقل في تصرفاتنا بدلا من التصرف العشوائي والضار بمصلحة الكويت.