نسمع هذه الأيام كثيرا عن كلمة الإسلام، ولكن مع الأسف الشديد أخذ العالم يردف هذه الكلمة العظيمة مع أعمال الإجرام والقتل حتى أنهم أنشأوا دولة إجرامية سموها بالدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش) وأخبارهم الإجرامية تتعاظم كل يوم واحتلالهم للمدن والقرى وقتل أهاليها وتشريدهم أصبحت تملأ الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون.
واستطاعوا تشويه صورة الإسلام في العالم كله حتى أن العالم أصبح يشك في أن خلف كل عملية إجرامية أينما كانت الإسلام والمسلمين وبعد إعلان دولتهم أعلنوا الجهاد وأحلوا لنفسهم كل شيء كالقتل والنهب والاغتصاب وغير ذلك مما حرمه الإسلام على المسلمين.
يحدث هذا الأمر واليهود يدنسون المسجد الأقصى ويطردون المسلمين ويمنعونهم من الصلاة في يوم الجمعة، ويمارسون طقوسهم الدينية فيها مدعين أن المسجد مقام مكان الهيكل، وهذا الأمر سينتهي الى هدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم.
وبطبيعة الحال مع إعلانهم فلسطين كدولة يهودية سيصبح لهم الحق بأن يعملوا ما يريدون في مقدساتنا.
هذه البقعة المقدسة التي اختارها الله سبحانه وتعالى أن تكون أول محطة بعد البيت الحرام في طريق نبينا الكريم إلى المعراج إلى السماء حيث التقى الأنبياء وصلى معهم.
كما وصفها سبحانه وتعالى بأنها الأرض التي باركنا حولها كما ورد في الآية الكريمة التي تقول (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) وأصبحت أولى القبلتين وثالث الحرمين، أي أنها من مقدسات الإسلام.
ومع ذلك لا نجد مع الأسف الشديد أي تحرك أو تفاعل ضد هذه الجريمة الشنعاء التي ترتكب بحق مقدساتنا.
في حين نجد أن السيد مقتدى الصدر في العراق يدعو إلى الجهاد إذا مست مقدسات إخواننا الشيعة في سامراء.
كم هو التناقض في أفعال المسلمين وردود أفعالهم تجاه مقدساتهم حتى لم يحرك أي مسلم أو أي إمام أو أي شيخ أو أي حاكم أو أية منظمة ساكنا فيما يفعله اليهود في قدسنا العزيزة ومقدساتنا الشريفة.
ألا ترون أن هناك انفصاما في الشخصية الإسلامية، غياب وجبن لدى الجميع ومقدساتنا تداس من قبل اليهود المجرمين.
فإن الواجب أن مثل هذا العمل الشنيع والدنيء كان سيثير فينا الحمية الإسلامية ويحرك فينا جانب الإيمان الذي يجب أن يتحرك عندما تداس مقدساتنا وتدنس، وكنت أتوقع أنه بدلا من أن نعلن الجهاد لحماية مقدساتنا في سامراء بأن يقوم السيد مقتدى الصدر على الأقل بعد أن حركته حمية الإسلام وحرصه على الإسلام بأن يعلن الجهاد والمسيرة المليونية من أقصى بلاد المسلمين حتى القدس، ولو كان ذلك رمزيا لتحرك المسلمين تجاه من يتعرض لمقدساتنا، واستغرب فعلا ألا يهتم المسلمون بهذه الإهانة الكبيرة لهم من قبل إسرائيل.
ألهذا المستوى وصل بنا الخنوع والخوف ولم نحرك ساكنا لمثل هذه الإهانات، فلنذهب إلى الأمم المتحدة على الأقل ونشجب هذه العملية الشنيعة، وندين إسرائيل في هذه المنظمة الدولية على مثل هذه الجرائم.
فسكوتنا في نظري هذه الأيام هو تسليم أمورنا إلى إسرائيل، ولم نكتف بإهدائنا لها فلسطين، وأصبحنا نتشدق باتفاقيات الصلح معها.
وأصبحت إسرائيل الآن هي التي تقرر مصير مكان مقدس في القدس دون أن يكون لدينا رد ولو بالكلام والصراخ، ونسير مظاهرات عارمة في الدول الإسلامية وخاصة في جميع قرى ومدن فلسطين ولتقم الحكومة الفلسطينية بالمبادرة في مثل هذا الأمر بدلا من أن تسعى فقط أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين في حدود عام 1967 وعاصمتها جزء من القدس.
سيسوء بنا الأمر إلى أكثر من هذا، ولا أعتقد أن تقوم للعرب قائمة بعد هذا الخضوع والخوف من إسرائيل.
وبدلا من أن نقوم بإعلان الجهاد لتحرير فلسطين والقدس الشريف من براثن اليهود، نجد أن السكوت هو الطابع العام لجميع المسلمين في مختلف دول العالم.
لم يبق أيّ وجود للإسلام إلا تسلم الجرائم والعصابات والقتل والتشريد في أبشع الصور، ورسم هذه الصور في عقول جميع الناس في العالم.
حرام والله يا ناس، حرام، وسيكون عقابنا عند الله شديدا، ولا تعتقدوا أن الله سيسامحنا على هذه الجريمة التي تقوم بها إسرائيل تجاه قدسنا الشريف وباقي أراضينا المحتلة.
وعسى الله أن يمكننا من أن نصبح أكثر خيرا وعطاء وحرصا على أمتنا الإسلامية، وتحسين صورة الإسلام بعد أن دنسها وشوهها بعض المجرمين باسم الإسلام والمسلمين.