د.عبدالرحمن عبدالله العوضي
هذا المثل ينطبق على ما تتداوله بعض الصحف حول التعديل الحكومي بعد عيد الفطر السعيد، وكأن تعديل الحكومة سيحل قضايانا، ناسين ان كل تعديل وكل وزير جديد يأتي للوزارة يحتاج الى ستة اشهر على الاقل للتعرف على قضايا الوزارة ومشاكلها، وفي السنوات الاخيرة قليل من الوزراء استمروا في وزاراتهم لهذه المدة.
ويهمني في هذا المجال ان اتكلم عن الأخ وزير المالية مصطفى الشمالي الذي ارى ان سبب تغييره، حسب ما ورد في احدى الصحف المحلية يوم الاربعاء الموافق 16 سبتمبر الجاري، هو ان له مواقف صلبة في قضية إسقاط قروض المواطنين، وكذلك شراء فوائد الديون، واصراره على موقفه داخل مجلس الوزراء بالاكتفاء بقانون صندوق المعسرين.
أستغرب ان يكون سبب تغيير الوزير حرصه على اموال الدولة، خاصة اذا كان وزير المالية، ولا اتصور ان اي شخص مخلص لهذا الوطن يسمح بالتبذير لتغطية تصرفات غير مسؤولة من قبل المقترضين دون رقيب او حسيب، حتى ان بعضهم قد وصل حجم مديونيته عن المصاريف الاستهلاكية الى اكثر من 50% من دخله (وذلك من اجل الكشخة) والبعض منهم مستعد لدفع اقساط سيارة فارهة غالية على حساب احتياجات اسرته الضرورية.
هل يستحق يا ترى امثال الاخ مصطفى الشمالي وزير المالية ان يعاملوا بهذه الصورة بدلا من ان يكرموا ويحرص رئيس الوزراء على استمرارهم في الوزارة، من الواجب على أعضاء مجلس الوزراء جميعا ان يقفوا وقفة رجل واحد لمساندة الوزير وعدم الرضوخ للمساومات والمزايدات الشعبوية.
حرام يا جماعة ان نعيش هذا الموقف الحرج من تاريخنا لكي نتصرف بهذه الطريقة التي لا يرضاها الله، حيث إننا نشجع بذلك على دغدغة مشاعر الناس ونشجعهم على الاستمرار في أخذ القروض وعدم تسديد ما عليهم من فواتير للناس وللحكومة على أمل ان يأتي وزير على حصانه الأبيض وبيده سيف مسلول لكي يوزع على الناس جميعا عطايا تسد هذه المديونيات، ويحمل علما ابيض مكتوبا عليه التسليم لهذه الرغبات غير القانونية والتي يستفيد منها القليل من المتلاعبين وتبقى الأغلبية الصامتة المطبقة للقوانين هي الخاسرة.
إلى متى هذا الجشع والطمع، ألا تكفيهم عيدية صاحب السمو الأمير حفظه الله، بإنشاء بنك وربة الإسلامي الجديد الذي يملكه جميع المواطنين دون ان يدفعوا فلسا واحدا، حيث إن 76% منه للمواطنين دون مقابل وبالمجان.
يا حيف على الرجال المخلصين الذين اتخذوا من خدمة الوطن والحفاظ على أمواله اسلوب حياة يرضون بذلك ضمائرهم وهم مستعدون للتضحية حتى آخر الطريق، ومهما كانت النتائج فللوطن حق على الجميع، وعلينا ان نحافظ على الوطن وامواله ومدخراته، لأن المستقبل غير واضح امام العالم كله.
وكان الله في عون الأخ الوزير مصطفى الشمالي وفي عون سمو رئيس مجلس الوزراء.