اصبح التحرش بالنساء شعارا ينطلق من الناشطات للاحتفال بمناسبة حلول السنة الجديدة 2018، وارتفعت الاصوات في الصحف والمجلات وحتى بعض الاذاعات ومحطات التلفزيون وخاصة اذاعة البي بي سي العربية في لندن والتي خصصت برامج خاصة مثل«دنيانا» تضم غالبا مجموعة من السيدات يرد فيها من العجائب والغرائب لمجتمعاتنا الذكورية وكأننا نعيش مع حيوانات في الغابات ولسنا متحضرين نؤمن بأديان تحمي المرأة وتدعوها للتحشم والستر والابتعاد عن الرذيلة وكل ما يخدش حياءها.
عجيب أن نسمع مثل هذه الادعاءات الكاذبة واتهام الاسلام بأنه يمنع المرأة من الحريات التي تمكنها من ان تعيش حياة طبيعية في حدود العفة والكرامة.
ويجبرها على ان تغطي جسدها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها في حين ان الاسلام يشترط ان يظهر من المرأة وجهها وكفيها للتعرف عليها بصورة واضحة، ويمنعها من التبرج واظهار مفاتن جسمها لتغري به الرجال وتشجعهم على التحرش بها حتى بدا الامر في نظري مبالغا فيه، فكل من يحترم نفسه يحترم المرأة ويحافظ عليها ويحميها ويمنع عنها الأذى.
ان اغلب التحرشات التي تحدث عادة وتشتكي منها المرأة تحدث في المناسبات التي تحتشد فيها الجماهير من ذكور واناث مثل المظاهرات واحتفالات الاعياد والمناسبات الرياضية في جميع انحاء العالم.
ولا يمكن تشبيه المناسبات الدينية بهذه المناسبات الاجتماعية التي اشرنا اليها لانه في هذه المناسبة تستوجب الحشمة والخشوع والاحترام وهي من اهم شروط المناسبات الدينية.
واقول للمرأة المتبرجة الثائرة على التقاليد والتي تتمتع باظهار جسدها والتبرج بمفاتنها، ان مثل هذا التصرف يعتبر حراما، لان جسد المرأة تتمثل فيه الناحية الجنسية بشكل كبير ويغري الذكور، وعند قيامهم بهذا التصرف يصرخون بالتحرش بهن، في حين انهن اللواتي يدعون الشباب للتحرش ويغرينهم للقيام بهذا العمل المشين وغير اللائق.
يا ناس من قال ان هذا هو الاسلام، ان الاسلام الذي نتبعه هو الذي يؤكد على منع التحرش بالفتيان والفتيات على حد سواء وذلك لجهل هذه الفئة بمخاطر النتائج التي قد يتسببون فيها نتيجة مثل هذا العمل.
ولقد قامت المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية بجمع عدد من الاطباء النفسيين والمربين والمدرسين بصورة عامة، وتوصلوا الى التاكيد على الثقافة الجنسية في المراحل الدراسية.
واصدرت المنظمة كتبا في المناهج التي يجب ان تتبع في مراحل التعليم منذ الصغر.
ولكن مع الاسف الشديد كالعادة ان اغلب المشرفين على البرامج في المدارس هم بعيدون عن المفاهيم العلمية والدينية للثقافة الجنسية عند الطفل والمراهق الذي يجعلهم يقعون في براثن المتحرشين ولا يعرفون الابتعاد عنهم الا بعد فوات الفرصة ووقوعهم ضحايا لهؤلاء الناس.
هؤلاء الذين هم بحاجة الى هذه الثقافة الجنسية والتحذيرات اللازمة لتجنب الوقوع ضحايا لعمليات التحرش الجنسي بصفة عامة.
لقد غاب عن الكثير ان الاسلام قد اصبح له هذه الثقافة وبالتفاصيل للكبار والصغار لشرح العلاقة الجنسية بكل وضوح حتى لا يقع المسلم بمخالفة دينه لهذه العلاقة.
يا اخوان هناك مواضيع اهم من هذا التطرف والمغالاة في وصف اخطاء بسبب الجهل وتطرف الفتاة في عرض مفاتنها والمبالغة فيها، وبعد ذلك ومع الاسف الشديد تغريم الشباب الجاهل الذي لا يعرف مدى اهتمام الاسلام بحرمة المرأة وطهارتها، ويحضنا على الابتعاد عن التحرش بها دون وجه حق.
وبدلا من ان نسعى لثقافة جنسية سليمة في مناهج التعليم نلوم الجهلة منا ونتهمهم بهذه الافعال المشينة.
حرام عليكم ان تظلموا الشباب والشابات لان هناك الكثير من الشابات يتحرشن بالشباب في مجتمعاتنا الفاسدة والبعيدة عن تعاليم ديننا التي تحض على مكارم الاخلاق. وكان الله في عون شباب هذه الأمة.