عبدالوهاب الفهيد
جاء عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال: ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، وفي رواية (بموت العلماء).
ويقول الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( رضى الله عنه ) «موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار».
وقد فجعت الكويت والعالم الاسلامي بوفاة الداعية د.محمد سيد نوح رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء.
فقد عرفته الكويت منذ ان قدم اليها عام 1993، وعمل في جامعة الكويت بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية استاذا في قسم الحديث وعلومه منذ (93 - 1999) ثم ترقى الى رئيس قسم الحديث بكلية الشريعة، كما أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وشارك في مناقشات العديد منها باعتباره رئيس برنامج الحديث وعلومه والدراسات العليا بجامعة الكويت حتى توفاه الله تعالى.
كما عمل متطوعا كخطيب في المساجد بوزارة الأوقاف لمدة ثماني سنوات وقام بالتحكيم العلمي في أكثر من 15 بحثا علميا في مجالات علمية معتمدة في الكويت ودول الخليج العربي والعالم الاسلامي.
كما ان له نحو 16 بحثا منشورا، وبالاضافة الى هذه المكانة العلمية فقد كانت له مشاركات عديدة في الندوات والمؤتمرات التي عقدتها جامعة الكويت وهيئات أخرى، وله سلسلة دروس في اذاعة القرآن الكريم بعنوان (جهود علماء المسلمين في خدمة الحديث النبوي)، وله مؤلفات مطبوعة تزيد على 20 كتابا، وللداعية آثار كثيرة جدا لا يسعها هذا المقام، وقد عرفته رحمه الله عالما عاملا متواضعا وقورا نصوحا كثير التبسم، لين العريكة، طويل الصمت، عفيف اللسان، من أسرع الناس استشهادا بالقرآن الكريم، وكأنه ينظر الى المصحف بين يديه من شدة حضور الآيات في ذهنه، وهذه ميزة قلما يمتاز بها أحد من حفاظ القرآن أو من العلماء، وكان شديد التعلق بالقرآن، كثير التفكر في آياته، وكان رحمه الله يختم في قيام الليل في رمضان ثلاثة اجزاء في كل ليلة.
ويحــــظى د.سيـــد نوح بشـــعبية طــيبة بين طلبة العلم وعموم الناس في المجتمع، وبفقده فقدنا عطاءاته الكثيرة في الدعوة الى الله وفي المجالات العلمية، فموت العالم أشد عقوبة على أهل الجهل كما قال سفيان بن عيينة رحمه الله: «وأي عقوبة أشد على أهل الجهل ان يذهب أهل العلم؟».