أبدأ مقالي ومن خلال هذه الزاوية بتقديم واجب التهنئة للأخ العزيز محمود الدوسري بنيله ثقة القيادة السياسية والأمنية وترقيته الى رتبة فريق وتعيينه وكيلا لوزارة الداخلية وهو فعلا خير خلف لخير سلف، داعيا الله عز وجل ان يوفقه ويعينه على أداء مهمته كما عودنا في جميع المناصب التي تقلدها والتي تشهد بإدارته الناجحة.
أما موضوعنا فيتعلق بحديقة الشهيد التي تعتبر من احدث وأجمل الأماكن السياحية بدولتنا العزيزة التي يرتادها الكويتيون والوافدون على حد سواء، دون أي تمييز أو تفرقة في الاستمتاع بالجمال الآخاذ بمرافقها المختلفة وبالفعاليات الترفيهية.
هذه الحديقة التي تعتبر متنفسا عائليا وبما تتميز به من تخطيط سليم وتناسق النباتات تدخل السرور على من يرتادها كبارا كانوا او صغارا وبدون أي مقابل لدخولها.
ولكن للأسف كل ذلك اعتقد لن يستمر إذا كانت تصرفات بعض المرتادين تبتعد كل البعد عن الشعور بالمسؤولية تجاه هذا المرفق السياحي المميز والذي كلف الدولة مبالغ طائلة لكي نستمتع جميعا بمرافقها. نعم للأسف هذا هو واقع الحال لتصرفات بعض الزائرين الذين لا يبالون بالحفاظ على ما تحتويه الحديقة من زهور وشجيرات تقطف من بعض المرتادين ورمي المخلفات دون مراعاة للنظافة العامة للمكان.
ومع التقدير للقائمين عليها من شباب الكويت الذين نفتخر بهم الا ان الأمر يتطلب دعم جهودهم بوضع لائحة تنظيمية تحدد مسار تصرفات المرتادين السلبية والعقوبات لأي سلوك مشين تجاه مرافق الحديقة وبتشديد الرقابة ومحاسبة كل متجاوز وفقا لتلك اللائحة وتوفير عناصر من شرطة البيئة داخل الحديقة ووضع علامات إرشادية وزيادة كاميرات المراقبة ومواجهة أي سلوك سلبي فورا وتوزيع بروشورات وكتيبات توعوية وبلغات متعددة للزائرين.
ولنا الحق ان نتساءل هل يقوم شخص ما بإتلاف ما يملكه؟ وهل يسمح لكائن من كائن بقطف زهور حديقته الخاصة؟! والجواب بكل بساطة لا يسمح بذلك فكذلك المال العام والمرافق العامه مسؤوليتنا جميعا في الحفاظ عليها بل مواجهة كل من يتعدى عليها لأنه واجب وطني يجب أن يقوم به المواطن والوافد على حد سواء، بل ان للوافدين مسؤولية اكبر في الحفاظ عليها على اعتبار انهم يشكلون اكثر من نصف سكان الدولة وبالتبعية فهم الأكثر استفادة من هذه المرافق العامة سواء في حديقة الشهيد أو على امتداد الواجهة البحرية فدورهم لا يقل عن دور المواطن في بذل الجهد في الحفاظ على المرافق السياحية. عندما أشير إلى ذلك نتيجة ما نشاهده للأسف من امثال تلك التصرفات والسلوكيات السلبية التي تتطلب منا الحفاظ عليها. فهل نرى سلوكا ايجابيا تجاه مرافقنا العامة التي وجدت من اجلنا جميعا كما نفعل في المرافق العامة والسياحية الأجنبية عندما نكون خارج البلاد! وايضا هل نرى تحركا من ادارة الحديقة لوضع حد لمثل تلك السلوكيات السلبية ؟! هذا ما نأمله.
[email protected]