الثاني من أغسطس تاريخ كتب في ذاكرة الكويتيين خاصة والعرب والعالم اجمع بصفة عامة، لا لشيء الا بوقوف الشعب الكويتي صفا واحدا امام قيادتهم الشرعية بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير الكويت آنذاك، الذي حمل على عاتقه مسؤولية تحرير الكويت من احتلال عراقي مباغت، خالف كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية المتعلقة بحسن الجوار والحفاظ على السلم الإقليمي.
هانحن اليوم تمر علينا الذكرى السابعة والعشرون، تلك الذكرى الأليمة بوقوعها والتي فرزت الصديق من العدو في التعامل مع هذا الحدث الجلل الذي شهدته الأمة العربية في تاريخها الحديث، الذي للأسف استنزف مواردها المالية.
ولا شك ان من عايش تلك الفترة من الكويتيين يستذكرها بصورها البطولية مما سطره الكويتيون في الداخل والخارج من تماسك ووحدة بين ابناء الكويت لا فرق بين طائفة وأخرى قل نظيرها في اي مجتمع من المجتمعات والالتفاف الصادق مع القيادة الشرعية، ذلك التلاحم الذي يعد الورقة الرابحة التي بهرت العالم، التي اعادت الحق الكويتي لأصحابه. وذلك لأن العدوان العراقي حينها اعتقد ان الخلافات داخل المجتمع الكويتي آنذاك ستؤدي الى تسهيل مهمته في احتلال الكويت، ولكن المفاجأة انه لم يجد كويتيا واحدا يستطيع ان يتعامل معه لشق الصف الكويتي.
نعم لقد كان ابناء الكويت الصغيرة بحجمها الكبيرة بأبنائها صفا واحدا في حماية دولتهم من أطماع الشقيق الكبير، ذلك المشهد الذي لا يمكن ان ينساه احد كالجسد الواحد في التآلف والتعاضد والتعاون. والآن وبعد تلك السنين من الذكرى الأليمة كم نحن احوج لاستذكار تلك المثل العظيمة التي حمت المجتمع الكويتي وجودا، ان ذكرى الثاني من أغسطس من عام ١٩٩٠ لا يمكن ان تمحى من تاريخ الكويت، ليس لأنها حدث بل تضاف إلى الاحداث الجسام التي مرت على الكويتيين عبر تاريخها الطويل في مواجهة الغزاة وتكاتفهم والتفافهم حول شرعيتهم منذ نشأة الكويت، وهو سر بقاء الكويت وجودا وحدودا.
وبهذه السمة المميزة للمجتمع الكويتي نحن احوج ما نكون لأن تكون هذه الذكرى نبراسا لتآلف ابناء الكويت جميعا دون استثناء لدرء الفتنة ونبذ الشقاق الذي يحاول البعض زرعه بين ابناء الكويت وما نشاهده من انقسام وتفكك في النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي ليس بسبب اختلاف سياسي بل اختلاف طائفي وهو الأخطر على السلم المجتمعي يغذيه إعلام منفلت، ودعوة صادقة للتعاون والعمل الجاد لبناء كويت المستقبل والحفاظ على امنه واستقراره بعيدا عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة.
فهذا هو المقصد من استرجاع ذكرى الاحتلال العراقي الأليم وأنها ذكرى لا تنسى نسترجع فيها قيم البطولة والفداء والتآلف بين ابناء المجتمع الكويتي في احلك الظروف التي مرت على الكويت بتاريخها الحديث والاستعداد لمفاجآت الأيام التي تستدعي الحذر في اقليم ساخن ينذر بأحداث جسام.
[email protected]