رغم ما نشهده من خلافات سياسية متكررة في الآراء، ورغم ما نسمعه ونقرأه عن خلافات في وجهة النظر بين جميع أطياف المجتمع هنا في الكويت، إلا أن كل هذه الأطياف تجدها تجتمع بين الحين والآخر في الدواوين والملتقيات والندوات المختلفة تتناقش وتتحاور فيما بينها بكل أريحية واحترام للرأي الآخر، وهي بلا شك حالة إيجابية تظهر مدى تطور هذا المجتمع سياسيا واجتماعيا، بغض النظر عن الشواذ وأصوات النشاز المشؤومة.
الوضع الاجتماعي في الكويت قلما تجد له مثيلا، فهو مجتمع مترابط ومتجانس بشكل فريد من نوعه وهذا الترابط يعكس بالطبع الحالة النفسية للفرد الكويتي بحبه للانتماء للجماعة. وبديهي فإن الفرد يبحث عن الجماعات المستقرة المتجانسة وليس العكس وهذه هي بالضبط طبيعة الكويتي.
لاحظت كما يلاحظ المغادرون إلى خارج الكويت للسياحة أن هذه الحالة من الترابط قد انتقلت مع المسافرين كما تنتقل حاجياتنا داخل حقائب السفر، فما شاهدته على سبيل المثال في لبنان شيء غريب وجميل فالدواوين تجدها في كل مكان، في بحمدون وعاليه وحمانا وبرمانة وغيرها من المناطق في لبنان وتجد أن روادها من جميع الأطياف والطبقات الكويتية يتحاورون بالشأن الكويتي أحيانا واللبناني أحيانا أخرى وبشيء من الحرفنة والرقي في الحوار. ويسألني أحد اللبنانيين هناك بانبهار عن سر هذا الترابط والتماسك فأجيبه إذا قرأت التاريخ الكويتي منذ النشأة حتى الاحتلال الصدامي فستعرف السر.
خلال فترة الاحتلال الصدامي للكويت رأيت من التماسك والتآلف بين جميع الكويتيين وأقول جميع دون تحديد الأطياف لأن تلك الأطياف كانت قد اختفت وانصهرت فاندمجت وأصبح مكانها شيء واحد شامخ ومقدس اسمه الكويت، رأيت أن هذا التماسك ظاهرة طيبة وكنت أتمنى أن يهتم إعلامنا أكثر بهذا الجانب ليعرف أبناؤنا الصورة الجميلة لهذا الشعب الأصيل وليس ما ظهر لنا مؤخرا من شواذ.
القصد: ستسمعون الكثير من أصوات النشاز التي قد تحاول بجميع الطرق ضرب الوحدة الوطنية وتفكيك المجتمع الكويتي، وقد لا تعرفون السبب أو الهدف الآن ولكن ولأن الكويت دائما بلد خير ومحفوظة بإذن الله فستسقط الأقنعة وستعرفون السبب والله يحفظنا من شر الدسائس والفتن.
تحية خاصة وتهنئة للأخ العزيز والفنان القدير محمد المسباح بمناسبة صدور ألبومه الجديد والجميل وأقول له صوتك العذب يا محمد دائما يذكرني بزمن الفن الأصيل والجميل الذي بدأنا نفقده. فأرجو ألا تطيل في الغياب.