وصلني فيديو لبرنامج تلفزيوني اسمه «حمد شو»، وفي جزء من البرنامج لا يتعدى الدقائق الخمس تم اللقاء وسط جمهور من الشباب الكويتي مع علم من أعلام الرياضة الكويتية «الشهير بالمرعب أو بوحمود» الأستاذ جاسم يعقوب.
في هذه الدقائق البسيطة اختصر جاسم يعقوب القضية الخاصة بإيقاف الكرة الكويتية بكلمتين دون التجريح بأحد أو الإشارة إلى أسماء بعينها، لأنه باختصار لا تعنيه الأسماء بقدر ما تعنيه هموم الرياضة الكويتية والشباب الكويتي، وردا على سؤال المذيع عن المسؤول عن هذا الإيقاف أجاب.. «كل من ساهم بإيقاف الكرة الكويتية لا يحب الكويت» وقد كررها أكثر من مرة، وما أن انتهى من جملته هذه حتى ضج استوديو البرنامج بتصفيق حار إشارة إلى تأييد الشباب لهذه الكلمة التي جاءت من رجل خبير في المجال الرياضي، يحترم الرياضة والرياضيين.
وتابع «المرعب» حديثه بأمثلة عن أهمية الرياضة إبان العصر الذهبي للكرة الكويتية وإنجازاتها الكبيرة في رفع اسم الكويت وعلمها في المحافل الدولية، وكيف كان الفريق يصنع المعجزات بانتصاراته على فرق كبيرة بتاريخها الرياضي لأن اسم الكويت كان هو الأهم في عيون الفريق. انتهى، هو زمن لم تكن فيه أطماع لمناصب ومسميات وماديات كما هو حاصل الآن، كان زمنا جميلا لشباب كان جل همه اسم الكويت.
الكلمة التي قالها الكابتن الكبير والأستاذ جاسم يعقوب حقيقة مرة لا جدال فيها، بل واشعر بأنها خرجت من صدره بحرقة وألم لما آلت إليه الرياضة الكويتية بسبب تجاذبات من بعض الأطراف فيها. وهي حقيقة غير خافية على أي من المهتمين بالرياضة، الكل يصيح ولكن لا حياة لمن تنادي. نعم.. نقولها بصوت واحد مع الكابتن جاسم يعقوب، كل من ساهم في إيقاف الكرة الكويتية لا يحب الكويت وقد ساهم بقصد أو من دون قصد بإساءة بالغة للكويت وللكويتيين كافة وليس للرياضة الكويتية فقط.
القصد.. أول وأهم طرف أشير له بالمسؤولية الكبرى عن تردي الأوضاع الرياضية كافة دون استثناء هي الحكومة، فبسبب تراخيها في إدارتها للأمور، وتركها الحبل على الغارب، تحولت الرياضة إلى صراع مرير ومحزن يهدم كل ما بنته الأجيال السابقة، وصار من النادر أن نشاهد تلك الفرحة التي كانت تعلو وجوه جماهيرنا وهي تحتفل بفوز هنا وانتصار هناك، وأوشك علم الكويت أن يختفي من المحافل الرياضية الدولية إلا لبعض الألعاب الفردية اليتيمة.
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com