على الرغم من أن المجتمع كان ومازال يحاول تلافي ضرب الأزواج لزوجاتهم وتخفيض وتيرة العنف الاجتماعي على وجه العموم للوصول الى أسرة سعيدة تعيش في سلام وأمان، فإننا فوجئنا بمتغير جديد غير متوقّع يقلب الأمور رأسا على عقب، عكسته صرخات أزواج تضربهم زوجاتهم ليتحول بذلك «سي السيد» إلى شخص منكسر دمعته على خده ومش ناقص له غير خلع غطاء الرأس ورفع الأيدي إلى السماء والدعاء على السيدات المفتريات أو ما كان يُطلق عليهن في السابق «الجنس الناعم».
أحفاد «سي السيد» أصبحت خيبة أملهم راكبة جمل.. بفعل المقشة أو الطاسة وحتى الساطور وأكياس النايلون التي أصبحت من أدوات حفيدات الست أمينة، اللاتي يستخدمنها وقت اللزوم إن لم يعجبهن الكلام أو الأفعال التي يقوم بها الرجال الذين أصبحت دمعتهم على خدهم ولا تفارقهم بفعل جبروت الستات!
وقد بات مألوفا أن نسمع أو نرى زوجا يستغيث من بطش زوجته التي تضربه وتنفضه وتتحين الفرص للبطش به، والأمر ليس فيه مبالغة، فآخر الدراسات تقول إن 50.6% من الزوجات يضربن أزواجهن في مصر لدرجة الجروح وأحيانا القتل، ولم تقتصر ظاهرة ضرب الأزواج على مصر فقط ولكنها ظاهرة عالمية، ففي أميركا نسبة الأزواج «المضروبين» 23% وفي بريطانيا 17% أما في العالم العربي وهذا ما يهمنا فقد تراوحت نسبة المضروبين بين 23% و28%!
والمثير للدهشة أنه بدلا من بث الإرشاد والنصح في وسائل الإعلام للأزواج وللزوجات للإقلاع عن العنف الأسري نجد العكس من ذلك تماما، فمنذ يومين وجهت الكاتبة الصحافية ابتهال مبارك في صحيفة «عكاظ» السعودية دعوة للنساء لضرب أزواجهن وسردت في مقالها «اضربوهم» بكل فرح وشماتة قصة معلمة اسمها خلود تعلمت الكاراتيه ولقنت زوجها درسا لن ينساه!
وتقول الكاتبة ان عنوانها «اضربوهم» ليس دعوة للضرب.. وبعدها ترجع لتقول.. «نعم لا أجد حرجا في أن أشجع أن اضربوهم «بصراحة لم أعرف كيف أوفق بين جملتيها»!
لا ننكر ان هناك بعض الأزواج يلغون عقولهم تماما ويرفضون التعامل بالحكمة، كما ان هناك بعض الزوجات أيضا لا يستخدمن سوى لغة الخيزران والمقلاة والكاراتيه.. أو الساطور، وبالتأكيد لسنا معهم أو معهن، وانما مع العلاقة الزوجية السوية التي يسودها الاحترام المتبادل بين الطرفين التي يستطيع معها الأولاد ان ينشأوا في بيئة سليمة ليس أساسها الركل والرفس!
ولنا قدوة في قول الله عز وجل (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن..)، والمقصود بالضرب هو البسيط جدا وغير المبرح، وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها..».
وفي النهاية ندعو المرأة إلى أن تكون نبع الحنان ومصدر الأمان لزوجها وحينها فلن يجرؤ هو على أن يرفع يده عليها، لا أن تقابله بالكاراتيه والكونغ فو، والى ان يحدث ذلك ندعو للرجال المضروبين بالصبر والسلوان وندعو على الزوجات الضاربات بالهداية.. ولا عزاء للرجال.
[email protected]