دأب بعض الإعلاميين والمثقفين العرب على التصريح بعدم أحقيتنا فيما وهبنا الله من فضل ثروة النفط بعد معاناة امتدت لمئات السنين، عاشها اجدادنا والآباء في فقر مدقع حتى انهم اذا رأوا قشر برتقالة معطوبة في مخلفات احد البيوت علموا ان عندهم مريضا!
ترى هذه الزمرة انهم اكفأ منا واقدر على ادارة ثرواتنا وبأننا مقصرون تجاههم رغم صناديقنا المليارية المخصصة لإعانة الدول العربية، والغريب انهم يتناسون اننا عندما كانت مصر تقرض الغرب ومدنها تغسل بالصابون، وكان العراق يلقي بفائض التمور الى القمامة، والشام يأكل المن والسلوى، كنا نبات جوعى، فأين كنتم عنا؟ اين كنتم عندما كان اجدادنا يخوضون البحر وراء لؤلؤ تتزين به اميرات اوروبا وأميراتكم، يقضون يومهم في الاعماق بحثا عنه، طعامهم وجبة أرز واحدة، ويشربون - بحساب - ماء ملوثا، وكنتم تشربون مياه انهار صافية كالمقطرة؟
أين كنتم، عندما كان اهلنا يغسلون الثياب بماء البحر، فإذا لبسوه تسلخت جلودهم المقرحة من كثرة الغوص فيه، وكنتم تغسلون ملابسكم بماء صاف زلال يتمنى اهلنا شربه؟!
أين كنتم عندما لم يكن معالجونا يجدون دواء لمرضانا الا القرآن والحجامة وكان آخر طبهم الكي، بينما كان الأطباء يملأون بلادكم، وتفيض بالدواء محال عطارتكم؟
أين كنتم عندما كان معلمونا كتاتيب لا يملكون من العلم الا كتاب الله يحفّظونه للميسورين من اجدادنا وبعض الحساب، وكانت جامعاتكم ومدارسكم تبهر العالم بمستواها وعلومها؟!
أين كنتم عندما كنا اذا ضحك احدنا خفنا واستعذنا بالله ودعوناه ان يكون ضحكه خيرا لا نذير مرض او ابتلاء، بينما كان ضجيج مسارحكم ودور السينما وضحكاتكم يسمع الأصم صخبها؟
أين كنتم عندما كانت نساؤنا يخرجن الى الشاطئ فيكون البحر تارة عقابا لهن على تأخر سفن احبتهن ويستعطفنه تارة اخرى ولا يجدن ما يهدينه اليه سوى قطة هزيلة فيرفض رجاءهن وتظل سفن احبتهن ساكنة تنتظر الريح اياما وأسابيع احيانا لتدفع بها الى الشاطئ! بينما سفن نزهاتكم تمخر البحر ذهابا وإيابا بمكائن حديثة دويها يملأ الأفق؟.
هذا بعض ما اردنا ان نبينه لكم عن حال عسر كنا عليها لمئات السنين وكنتم في يسر طيلتها، لم نشتك الا لله ولا لجأنا لسواه، فأين كنتم وقد علمتم بحالنا عند مرور قوافل حجيجكم بصحارينا المتصلة وما اكترثتم ولا عبئتم بنا ولم نسألكم ولا حسدناكم على رزقكم ورضينا بقضاء الله وحمدناه عليه؟
اليوم وقد بدل الله الحال كفيناكم مشقة السؤال فأنشأنا صناديق التنمية العربية المليارية والتي تملأ مشاريعها كل بلد عربي وقوافلنا اليكم في الملمات متصلة لا تنقطع لا يعرف اولها من آخرها وكل ما نرجوه ان تكفوا عنا وأن تتيقنوا انكم لو كنتم خيرا منا في ادارة ثرواتنا لأحسنتم ادارة ثروات بلادكم وما اضعتموها واحتجتم لما بأيدينا.
[email protected]