على امتداد شارع التعاون وكحال كثير من شوارع الكويت تفاجأ أثناء توقفك عند الإشارة الضوئية بمجموعة من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السادسة على أبعد تقدير وهم يتنقلون بين السيارات حاملين بأيديهم مصابيح مضيئة بألوان مختلفة بقصد بيعها لقائدي المركبات، وبطبيعة الحال فإن الفطرة الآدمية عند أي إنسان يرى طفلا في عمر أطفاله وهو يقوم بهذا العمل، ستجعل قلبه يرق ويعطيه ضعف السعر المطلوب دون أن يأخذ منه شيئا بالمقابل، ولكن ليس هذا ما يعنينا بل إن ما يهمنا هو: ما الذي دفع بطفل في هذه السن ليقوم بهذا العمل في شوارعنا؟ والإجابة من السهل تأكيدها وليس افتراضها إذا علمنا أن عصابات «الشحاتة» الذين يدخلون الكويت بسمات زيارة ومن دول محددة أصبحوا أكثر تنظيما وتوزيعا للمهام، ففي الصباح أصبحنا معتادين على أن تقترب منك امرأة شابة عند مواقف الجمعية التعاونية وهي تحمل طفلا رضيعا تطلب منك مساعدتها لتطعم الصغير، وبعد الظهر تقصدك امرأة طاعنة في السن تسألك الرفق بحالها وإعطاءها «المقسوم»، وفي المساء يأتي دور الأطفال بالشوارع، وآخر اليوم تجد «وانيت» يقف في نهاية الشارع وفيه الشابة مع الرضيع والمرأة العجوز إضافة لكوكش اليهال ويتقدمهم رب الأسرة الذي بدوره يقضي اليوم وهو يبحث عن رزقه هو الآخر من خلال زيارة مواقع المشاريع تحت الإنشاء عله يظفر ببعض المواد لبيعها ارحمونا من رؤية هذه المناظر وأوقفوا هذا العبث بسمات الدخول وكروت الزيارة ولا تجعلوا نشاطكم في مكافحة التسول في شهر رمضان فقط، وكفانا تشويها لمجتمعنا وبلدنا.. ومنا إلى المعنيين.
[email protected]