إلى وقت قريب كانت مختلف الأوساط بما فيها البرلمانية تجمع تقريبا على تدني لغة الحوار تحت قبة عبدالله السالم، وهذا الأمر أصبح من المسلمات، خصوصا عندما يقيّم أي منا أداء أعضاء البرلمان وتصنيفهم وفقا لمعيار من يمثل الأمة حقا ومن يمثل عليها، ولكن الإضافة الجديدة هنا هي ما حصل في الجلسات الأخيرة حيث تبين ان معظمنا مخطئ في اختصار وصفه لحوارات بعض النواب بأنها قد تدنت فقط، فتلك الحوارات والمساجلات الأخيرة بين النواب أنفسهم أثبتت وبالألفاظ التي يعف قلمنا عن ذكرها أن لغتهم لم يصبح لها قاع أصلا حتى تتدنى باتجاهه وإنما أصبحت لغة للسقوط الحر نحو الأسفل غير المعلوم، فلم تعد هناك حدود أخلاقية رادعة في سلوك بعض النواب تمنع تمادي وتطاول بعضهم على الآخر، وهنا قد يثور التبرير المعتاد عندهم، اللي بدأ بالغلط يتحمل اللي يجيه!
يعني حال بعض النواب وحال المراهقين، مع الاحترام الواجب لعقلياتهم، واحد، ويبقى الفرق بينهم أن المراهقين بحكم المرحلة العمرية قد يكون لديهم بعض القصور في فهم صورة الواقع من بعض الزوايا، ولكن التجارب كفيلة بأن تصقلهم مع تقدمهم في السن واكتسابهم للمهارات، أما بعض النواب فإن مراهقتهم سياسية وبامتياز، ويؤكد ذلك قفزهم المتكرر على الحواجز والموانع الأخلاقية واختصار قراءاتهم للواقع على زوايا تصفية الحسابات وإلغاء الآخر، الأمر الذي قد يحول ديموقراطيتنا إلى عبث وأولوياتنا الوطنية إلى أوهام وكل ذلك بفعل لغة التخاطب بين النواب والتي أصبح من أبسط مفرداتها «إللي خابرينه» والتي تستخدم عادة للتسخين فقط قبل بداية جولة الردح اللفظي المعتادة فالانعقاد الثالث والذي من المفترض ألا يضيع من وقته إلا فترات الاستراحة والصلاة لكثرة الملفات وحساسيتها في هذه المرحلة استهل اعماله بأوصاف وعبارات تتكلم عن كل شيء إلا القضايا المفترض مناقشتها.
لا نريد ان نأخذ نائبا بجريرة آخر ولكن المسألة تجاوزت كل الحدود ولم نعد نرصد إلا الصور المشوهة عن أداء النواب لأنه باختصار ليس هناك شيء قابل للرصد والمتابعة غيرها، لذلك أصبح الجميع ملزما وفي هذه المرحلة تحديدا بضبط سلوكه وألفاظه وهذا إن كانوا فعلا عازمين على الإنجاز، فالتنمية لن تتحقق بالخيازرين و(......)، وأنتم بكرامة، فكلاهما ذو آثار مؤذية وتراها مصخت والله عيب.
[email protected]