بداية أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى الإدارة العامة للمرور على مساهمتها الفاعلة في حث موظفي الدولة والقطاع الخاص على الاستيقاظ قبل آذان الفجر لتأدية الصلاة والاستعداد مباشرة لأن يتوجه كل منهم إلى عمله.. وعساهم يوصلون في الوقت المناسب وهذا ما يؤكد أن الإخوان في إدارة المرور حريصون على أن تتعدد أدوارهم التوعوية وألا تقتصر على إعلام مستخدمي الطرق كل صباح بأن هناك حادثا على الغزالي أو مركبة متعطلة تعوق انسيابية الحركة على الخامس أو سائق من إحدى الجاليات البوليودية وهو ماسك أقصى اليسار ويسير بسرعة لا تتجاوز 20 كيلو ومعطل خلق الله أو أو أو..
إن ما يجبرنا على أخذ الأمور بمحمل الهزل والتندر هو أن الجدية التي نادى من خلالها الكثيرون بضرورة إيجاد حلول جذرية للأزمة المرورية لم تلق ولاتزال أي صدى حقيقي وعملي يحملنا على الصبر والتفاؤل بقرب إيجاد حل لهذه المشكلة المستعصية، بل أصبحت مؤشرات القياس على سبيل المثال وليس الحصر الذي من الممكن أن نقيس من خلاله الجهود المبذولة هو أن الموظف الذي يسكن مشرف أو سلوى أو الرميثية أو بيان كان يحتاج قبل سنة أن يخرج قبل موعد العمل بـ 45 دقيقة، علّه يتمكن من كسب تعاطف البصمة فترضى عنه وتقبله، أما اليوم فالموظف بحاجة إلى ساعة وربع ومثلها عند نهاية الدوام وعساه يوصل بيته سالما من كثرة الحوادث، ناهيك عن الخسائر المادية المتمثلة في الحاجة إلى تبديل السفايف كل شهر بسبب استخدام البريك 5 مرات في الدقيقة الواحدة، أما الذين يسكنون القرين وأنت رايح ودواماتهم في «الديرة» فسيجبرون بعد سنة على استخدام النقل الجماعي.
الاختناق المروري لم يعد مقتصرا على الفترة الصباحية أو مساء العطلة الأسبوعية، بل أصبح على مدار الساعة واليوم، كما هو حال أعداد إجازات القيادة التي تصدر لغير المؤهلين لاستخدام الطريق من مختلف الجنسيات.. وإلى المعنيين أقول «ارحمونا الله يرحم والديكم».
[email protected]