كارثة غزو الكويت واحتلال بلادنا ذكرى حزينة وكئيبة ووصمة عار في تاريخ أمتنا.. ولكنها في الوقت نفسه تمنحنا الإصرار على مواجهة الظلم والطغيان والتمسك بقناعاتها التي تكمن في أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، وأنه لا يمكن الثقة بتاتا فيمن يؤيد الظلم ويحقق المصالح على حساب الأبرياء.. أتذكر نقاشا جرى في اجتماع عقد بالمجلس الوطني حول اعتبار يوم الثاني من أغسطس يوم عطلة رسمية بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم علينا ولكن الفكرة فشلت والحمد لله وتم اعتبار يوم التحرير ويوم العيد الوطني لبلادي الحبيبة هو عطلة رسمية وبذلك تم اعتبار يومي 25 ـ 26 فبراير إجازة رسمية واعتقد أن الذكرى ألأليمة التي تصادف الثاني من أغسطس من كل عام هي مناسبة لنا لمراجعة أوضاع بلادنا التي تحتاج إلينا جميعا للعمل بمزيد من اليقظة والانتباه.. تذكرت أيام الغزو والاحتلال المعاناة والآلام التي كابدها الكويتيون في تلك الأيام السوداء سواء كانوا داخل الكويت او خارجها، تذكرت الأموال التي كانت توزع على أبناء الكويت الصامدين وتذكرنا المرتبات والعطايا التي صرفت للأسر الكويتية في الخارج، هل رأيتم أو سمعتم عن دولة تصرف على ابنائها بالداخل والخارج وهي تمر بأحلك الظروف؟ الكويت حافظت على كرامة وعزة مواطنيها وهي أسيرة وتمر في أسوأ حالتها، فإن خيرها لم ينقطع عن أبنائها واستمرت في عطائها لجميع فئات الشعب، الله يعزك يا كويت لأن عزنا واستمراريته مرتبط بعزها ووجودها.. ها هي الورقة الثامنة والعشرون تسقط من شجرة التاريخ ورزنامة المعاناة وما زال الجرح نازفا فهي ذكرى سنوية تدل على بشاعة وفظاعة الجرم الذي لم تستحقه ذكرى تتعاضد وتتناغم به روح الشعب مع ديموقراطية أسرة الحكم وتكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا أمام التحديات والأزمات رغم مرور 28 سنة على الاستقلال ما زالت جروحنا موجودة لأن من غزانا كان جارا وأخ اوقريبا، فلو غزانا عدو لكان الأمر أهون علينا، 7 أشهر من الظلام والخوف، قتل أسر، هدم، إهانة وحشية، قمع، جوع، اعتقال، تعذيب، سرقة، الأرض تنزف والوجوه غريبة والدم هو من يرسم الخارطة.
ورغم مرور 28 سنة على التحرير إلا أننا ما زلنا نتساءل متى تعود الكويت درة الخليج كما كانت؟ النواب الأفاضل والوزراء الموقرين، متى يتم التعاون الجاد والتخطيط لصالح الكويت لدفع عجلة التنمية لأننا ما زلت قضايانا بالعناية المركزة؟ إن مشاكلنا لا تعد ولا نحصى، كل ما نريده هو تحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، لأن المناصب والمسؤولية لخدمة الوطن لا تأتي بالواسطة بل تأتي بالجد والاجتهاد، مطلوب منكم خطط استراتيجية لتنمية البلد لأن هناك دولا استغلت تأخر الكويت، من المفروض أن تمهل الوزير الجديد 6 شهور على أقل تقدير لرؤية وتلمس جديته في العمل وإمكانياته في التغيير إلى الأفضل، إنني أحمل النواب جزءا من المسؤولية حيث انهم يطالبون الحكومة بالكثير من المطالبات ولكن الذي لا نجد له تفسيرا هو لماذا يهرب بعض النواب من وعودهم ويصوتون مع الحكومة فيما هو ضد مصالح المواطنين؟
لماذا الصراع والتشنج؟ احسموا الأمر بحكمة وحنكة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، أسأل الله أن يلبسه ثياب الصحة والعافية وأن يسدد خطاه لكل ما يحب ويرضى.
[email protected]