أنوارعبدالرحمن
اتصلت بي الأخت أم عبدالرحمن مشتكية من الطريقة الخاطئة التي يتبعها قسم الصيدلية في مستوصف كيفان الصحي، حيث إنها لأكثر من مرة اعترضت على فتح شباك واحد فقط للمرضى لتسلم الأدوية التي تم وصفها لهم من قبل الطبيب، رغم وجود عدد من الصيدلانيين الذين لا هم لهم سوى قراءة الجرائد وشرب الشاي وتبادل الأحاديث فيما بينهم، حتى في فترات الازدحام على المستوصف، لا يفتح الشباك الآخر للتخفيف عن هؤلاء المرضى، كبارهم وصغارهم، فلماذا إذن وضع الشباكان أليس لفصل النساء عن الرجال لتسهيل مهمة تسلم الأدوية خاصة لكبار السن والأطفال، رغم أن عدد الموظفين في الداخل مابين ثلاثة أو أكثر، وتضيف في حديثها أنها لم تطلب مني نشر شكوتها هنا، إلا بعد أن قوبل طلبها بالرفض من إحدى الصيدلانيات التي كانت تفترش الجريدة أمامها، وبطريقة جافة وحادة، فأين المسؤولون عن ذلك، وأين أمين المستوصف الذي يتغاضى عن هذا الأمر؟! وأقول للأخت أم عبدالرحمن (مايصير خاطرج إلا طيب) وهذه شكوتك قمنا بنشرها لك، ومنا إلى الوكيل المعني في وزارة الصحة لاتخاذ الإجراء اللازم، من أجل تيسير صرف أدوية المرضى دون متاعب.
الآن بعد أن أصبحت أسعار تذاكر الخدم مرتفعة بشكل ملحوظ، والوقت الطويل الذي تستغرقه حتى وصولها للبلاد، وقلة عدد الخادمات المسترجعات في المكاتب وارتفاع سعرها، وأيضا راتبها وتقليل عدد ساعات عملها في المنزل، أصبحنا نحن من يسعى لإرضاء الخادمة وتدليلها، وليست هي من تسعى لإرضائنا والبحث عن راحتنا، فإذا انقلب مزاجها وعزمت على ترك المنزل، فالغالب نحن من يتعكر صفونا وينقلب حالنا، ويغدو الأمر مأساة يصعب حلها، لذلك أصبح المثل القائل (اقظب مجنونك لا يجيك اللي أجن منه) هو شعارنا مع الوضع الصعب والمعقد الذي نجده في مسألة الخدم، فقد انتهت أيام العز والدلال خاصة في بعض الأسر التي لا تهتم براحتها أو مشاعرها، وتترك أبناءها أيضا يهينون الخادمة دون دفاع عن إنسانيتها، ومقولة «الخادمة بدالها ألف غيرها» قد انتهت وأصبحت مضحكة ولكن بقهر ومن يتعود على الراحة يصعب عليه أن يتقبل وضع المنزل بلا خادم، فلم يعد أحدنا، وهذه حقيقة، باستطاعته أن يستغني عن عملها ولو ليوم واحد، لدرجة إن إحدى صديقاتي قالت لي بعد أن ذاقت مرارة سفر الخادمة، إنها أصبحت تتبع أسلوب «العين الحمرا» مع أولادها، وتكرر عليهم دوما «بعد اللي شفته.. أقول لكم لا تضايقونها، لأنها لو ازعلت واطلبت تروح المكتب، بقول لكم أشكرى: ترى اهي الداخلة وانتوا الطالعين، لأن اهي اللي فايدتني مو انتوا» وأنا أضيف إلى كلامها السابق، صدق من قال «الخادمة شر لابد منه» ويا رب تجعلها خير.
شي ما شفتوه:
قرأت تقريرا عن مأساة الاختناق المروري والازدحام في الزميلة «الوطن»، انه بعد سنتين ستكون هناك مليون ونصف المليون مركبة تتحرك بنفس الشوارع، والبلدية هي التي خططت ورسمت طرقا لتخدم لمدة 12 سنة فقط، فسنويا تنزل إلى الشارع 110 آلاف سيارة بعدما كان المتوقع 70 ألفا فقط.
هكذا نحن في أغلب أمورنا، نفتقر إلى الرؤية الحقيقية والخطط الإستراتيجية للمشاريع التي تقام منذ بدايتها لتخدم الوطن والمواطن والمقيم، ونصحوا في النهاية على مشكلة أكبر تبحث عن علاج جذري، وتتطلب طاقة وجهدا ومالا مضاعفا لحلها، «واش نقول واش نحجي؟» والله المستعان.