في ظل هذه الأزمة التي يمر بها العالم بسبب أزمة جائحة كورونا وتعطل الحياة وتوقف المصالح الحكومية والخاصة أصبحت الشوارع شبه خاوية خوفا من انتشار الفيروس بصورة كبيرة، إلا أننا إذا نظرنا إلى الوجه الآخر لهذه الجائحة فسنجد أنه كان يجب استغلالها، فتوقف الحياة الرسمية والخاصة في البلاد يتيح للحكومة أن تستغل هذه الفترة في علاج ما قصرت به خلال السنوات الماضية، وذلك برصف الطرق التي أهلكتها عوامل الطبيعة وإعادة تجميل المدن التي ظهرت بها نسبة إصابة أكبر مثل جليب الشيوخ والتي إذا ما نظرنا إليها لقلنا إن هذه المنطقة لا يمكن أن تكون هكذا.. لا طرق صالحة، لا نظافة، لا رقابة من الدولة على تلك المناطق المكتظة بالسكان، لا قوانين تحدد سعة المسكن الصحي، وقد وجدنا أن هناك بيوتا بها أكثر من 20 فردا في الشقة الواحدة.. ويتساءلون: لماذا ينتشر الفيروس بشراسة في هذه المناطق؟! قبل أن تحاسبوا هؤلاء الأفراد حاسبوا أنفسكم كيف وصلنا إلى هذا الحد، هل هناك قانون يضع حدا أقصى للأجرة المغالى بها بالنسبة للعزاب، هل تلزم الدولة ملاك هذه العقارات بألا يسكنوا في الشقة الواحدة أكثر من فردين في الغرفة، حتى يكون صحيا؟
الواقع ان الدولة لا تشغل بالها بهذا كله وتركز عملها في أمور أخرى، والتي لو قارناها بهذه الأمور لكانت الأولى أولى بالرعاية، فالبيئة الصالحة والنظيفة والمرتبة تعطي حياة أفضل تستطيع الدولة من خلاله أن تسيطر على أي وباء وأي طارئ، ولنعلم أن أكبر الحرائق من مستصغر الشرر، وهذه المناطق المهمشة يجب أن ترى عين الاهتمام بإصلاح للبنية التحتية وإصدار قوانين صارمة بين المالك والمستأجر وتحديد سقف للأجرة لكي لا يغالوا فيها، وإقامة منتزهات في هذه المناطق النائية لتكون بيئة صالحة، ولا أجد أنسب من هذه الفترة حتى نعالج هذه الأمور، لاسيما أن المصالح الحكومية والخاصة متوقفة وان جميع الوزارات تترقب وزارة الصحة وخططها للخروج من الأزمة.
(حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه).
[email protected]