أهدى لنا الزميل العزيز د.عبيد سيف الهاجري رئيس مجلس الاستشاري لإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة كتابا بعنوان «سرد الذات» والذي كتبه وألفه الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة وعضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يوثق فيه تاريخ أهله وبلده، على مدى تسعة وعشرين عاما، وقد اصدر هذا الكتاب عام 2009.
وفي الحقيقة لفت نظري في هذا الكتاب موضوع وقضية يتم تناقلها وتداولها في مختلف وسائل الاعلام الخليجية والعربية والدولية حول قضية جزيرة أبوموسى بين دولة الإمارات وشاه إيران المقبور الحاكم قبل 30 سنة في ذلك الوقت، قبل انطلاق الثورة الإسلامية في إيران.
يقول الشيخ د.سلطان القاسمي إن قضية أبوموسى تتسارع لإيجاد حل بين الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وشاه ايران، وكان «سير وليام لوس» المبعوث البريطاني الخاص بخصوص مستقبل جزيرة أبوموسى قد اتم اعداد البيان الذي سيرتب وضع جزيرة أبوموسى منذ مايو عام 1971، لكن التزمت الايراني عطل النقاش.
ويضيف د.القاسمي ان الشيخ خالد بن محمد القاسمي قام في تاريخ 18 أغسطس سنة 1971 بإرسال رسائل لجميع ملوك ورؤساء الدول العربية مبينا فيها ما توصلت إليه بريطانيا مع إيران بشأن وضع الجزيرة.
وينقل د.القاسمي أن الشيخ خالد بن محمد القاسمي لم يتلق ردودا على رسائله إلا من عدد من الزعماء هم: الرئيس جعفر النميري رئيس جمهورية السودان، والذي بارك الاتفاق من طرفه، كما انه تلقى رسالة من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، والتي كان فحواها بأنه ينبغي ان تحل المشكلة حلا سلميا مع ايران، اما الملك حسين ملك الاردن فكان رده بأن الاردن سيبذل كل جهد ممكن لتحسين العلاقات العربية ـ الايرانية أما عبدالخالق حسونة الامين العام للجامعة العربية ـ آنذاك ـ فقد كان رده ان تقوم الحكومات العربية بالاتصال بالحكومة الايرانية.
ويقول ايضا د.القاسمي في مضمون كتابه «سرد الذات» إن الشيخ خالد بن محمد القاسمي كلفه بنقل صورة من رسالة الملك فيصل الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم ابوظبي، فسلمته صورة من رسالة الملك فيصل، وابدى عدم رضاه عن الترتيبات حول جزيرة أبوموسى.
ويشير الى ان الموضوع ارتفعت وتيرته في الأول من شهر نوفمبر 1971، حينما نشرت جريدة الخليج، المؤسسة على يد الأخوين: تريم بن عمران، وعبدالله بن عمران، والمرخصة بالشارقة، والتي يتم طبعها في الكويت، حيث تم نشر اجزاء من المباحثات السرية الدائرة بين الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة و«سير وليام لوس» المبعوث البريطاني الخاص بخصوص مستقبل جزيرة أبوموسى، وكذلك تصريحات الشيخ خالد بن محمد القاسمي، وفي الصفحة الأولى من تلك الجريدة: حيث ورد: أن الشيخ خالد رفض بشدة الاقتراح المقدم من «سير وليام لوس» المبعوث البريطاني الخاص بخصوص مستقبل جزيرة أبوموسى.
ويؤكد الشيخ د.سلطان القاسمي انه طلب من وزارة الإعلام في الكويت مصادرة عددها الأول في نوفمبر والذي تم طبعه وقد حدد بأربعة آلاف نسخة وتم اعدامه.
وقد تناقلت وكالات الأخبار والأنباء الخبر، وتم نشره ثانية في جريدة «الخليج» مرة ثانية، هنا انزعج «سير وليام لوس» من الخبر وقام بالاتصال بالشيخ خالد بن محمد القاسمي، واخذ يلح عليه بإلغاء ترخيص جريدة «الخليج» مباشرة، كان رد الشيخ خالد ان اتخاذ هذا القرار ستنتج عنه مشكلات داخلية وامنية، وتعهد بأن الجريدة لن تنشر اي مقالات عن ابوموسى «هذا من عندي وافهمي يا جارة الكلام لكم» واخيرا كتب السيد عبدالله بن عمران بصفته رئيس التحرير رسالة بتاريخ العاشر من نوفمبر سنة 1971 للشيخ خالد بن محمد القاسمي يتعهد فيها بعدم نشر اي شيء عن المباحثات الجارية حول الجزر العربية (يتبع).
وفي المقالة القادمة سأنقل لكم الاتفاقية التي تمت بين الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والحكومة الإيرانية في نوفمبر 1971 كما يرويها الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الحالي.
فاكهة الكلام: كتاب «سرد الذات» للمؤلف الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، يروي قصة شاب تربى على الوطنية وترعرع على المبادئ القومية الوحدوية، حتى إذا ما دب الخلاف بين الطوائف، وتناثرت تلك المبادئ من صدور الرجال، تمسك بالعقيدة التي لا تنتزع من القلوب.
[email protected]