«إن الشاعر الكبير حافظ الشيرازي يتبوأ مكانة رفيعة على قمة شعراء العالم، كما أن ديوانه «أغاني شيراز» يعد من روائع ديوان الشعر الإنساني، وليس فقط ديوان الشعر الفارسي أو الشعر الاسلامي»، هذه العبارة سطرها المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) د.عبدالعزيز التويجري وهو سعودي الجنسية منذ 18 سنة مضت حتى الآن، جاء ذلك خلال تقديمه لكتاب بعنوان «قراءة جديدة في حياة حافظ الشيرازي وفكره وأشعاره» الذي ألفه د.كاروس حسن لي من جامعة شيراز.
ويضيف التويجري في حق حافظ الشيرازي: ان اسمه اقترن باسم الشاعر سعدي الشيرازي الذي عاش قبله أو باسم الشاعر عبدالرحمن الجامي الذي عاش بعده، فهؤلاء الشعراء الثلاثة من بلاد فارس اهم قمم ادبية شامخة او منارات للإبداع والعرفان، ولقد صدق من وصف حافظ بأنه «لسان الغيب وترجمان الأشواق» حيث تضمنت اشعاره الأمثال والحكم القرآنية، وكذلك المفاهيم العرفانية حيث يقول د.عبدالله الخالدي ان شعر حافظ الشيرازي احتوى على الثقافة الفارسية الاسلامية.
ويزيد التويجري ان العرب عرفوا الشاعر حافظ الشيرازي في وقت متأخر جدا فقد عاش في القرن الثامن الهجري، وقد ترجم ديوانه الى اللغة العربية في اواخر النصف الثاني من القرن العشرين، على يد د.ابراهيم الشواربي وبمقدمة من د.طه حسين استاذه في كلية الآداب بجامعة القاهرة.
نعم.. تغنى الشاعر حافظ الشيرازي بالمحبة والتسامح والمساواة بين البشر ونظم الشعر في حب الإنسان لأخيه الإنسان وكان مؤمنا بقيم التسامح والتعايش والحوار بين الثقافات والحضارات والشعوب.
أما ما يقوله الشاعر شمس الدين محمد الحافظ الشيرازي عن نفسه، فهو أن كل ما حصل عليه من جاه وجلال وعزة واعتلاء، كان بفضل القرآن الكريم، حيث يقول من خلال شعره:
قم صباحا باكرا واطلب السلامة والعافية من الحافظ
فكل ما فعلته وكل ما كان لدي كله بفضل القرآن
ويا حافظ.. لا تحزن وإن كنت في فقر مدقع يجعلك
تختلي في الليالي المظلمة، مادام الدعاء وردك والقرآن
لم أر أحلى من شعرك يا حافظ
قسما بالقرآن الذي تحمله في صدرك
ونجد ان الشاعر حافظ الشيرازي قد تنبأ بمستقبله حينما قال:
فإذا ما مررت بقبري فاطلب الهمة والإرادة
فسيكون قبري مزارا يحج إليه وفود العالم
على العموم مازال هناك الكثير من الناس يلجأون الى ديوان حافظ الشيرازي ليصلوا الى الأمل والطمأنينة والسعادة ويبتعدوا عن الاضطراب والقلق والخوف والهلع، حيث هناك من يرى في شعره ايضا دعوته المستمرة الى الناس بأهمية تنقية الباطن من الأكدار وتصفيته وتطهير القلب والعين حتى يتمكنوا من الاستفادة من نعم الدارين وخيرات العالمين بشكل كامل والتلذذ بما فيها بالتمام والكمال، وأحلى ما قال في هذا الشأن:
اعمل وتوكل على الله وطب نفسا
فإن لم يرحم المدَّعى (المخالفون) فالله يرحم
فلا تقنط من فيض الكرامة فإن خلق الكريم
ان يغفر الذنوب ويرحم المحبين
فاكهة الكلام:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة أخافهن على أمتي من بعدي: الضلالة بعد الهدى، ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج».
[email protected]