خلال الفترة الماضية تناقلت الوسائل الاعلامية والشعبية كلمة «ارادة» وربطت هذه الكلمة بكلمة «الشعب، وعندما تدمج هاتان الكلمتان يصبح نطقهما «ارادة الشعب»، اي ان الشعب يجعل الإرادة من تحمل في طياتها وجنباتها الكثير من التفسيرات والتشخيصات والتأويلات وفق رؤية كل انسان لهذه الكلمة، يعني ذلك ان التحكم بمفهوم الارادة ينطلق من تعريفه بانه الجهد الواعي لمنع شيء او اكتساب شيء.
وبمعنى اوضح ان هذا الانسان صاحب الارادة اصبح لديه التنوع في الخيارات وإدخال التغييرات والتعديلات الى كل انسان يريد اقتحام حياته فيها.
ومن هذا المنطلق، نضرب بعض النماذج الحيوية حول تحديد مفهوم الارادة، مثلا لو أراد الانسان التهام عشر تمرات أمامه باستطاعته التهامها كلها، لكنه اكتفى بأكل 4 تمرات فقط كتدريب على ضبط عملية الالتهام، فانه ثبّت نفسه على تنظيم نفسه!
ونموذج آخر نعرضه في مجال الجنس، ان الامتناع عن الممارسة الجنسية لمدة طويلة لا يحدث خطرا على الصحة الفكرية والجسمية، ففي تجربة شبابية حول هذا الأمر، يقال: ان التقنين الغذائي وتنقيته مما يحرّك الشهوة من حلوى وتوابل ومواد دهنية، او تنظيم أوقات الراحة والعمل والانشغال بمهارة او مهنة او هواية معينة يحبها الشاب او الفتاة والابتعاد ـ ما أمكن ـ عن الأجواء المثيرة للغريزة كالأحاديث الشهوانية والمطالعات الماجنة ومشاهد الغرام والإباحية، وبالإضافة الى الرياضة بمختلف أنواعها نافعة في هذا المجال وكذلك تربية الوازع الديني والجانب الروحي في الشخصية.
أما عن مفهوم الارادة في الجانب السياسي، فحينما يتعرض اي انسان لضغوط نفسية ومعنوية ومادية تحمل في طياتها من المصطلحات السلبية الكثير، فمثلا يمارس ضد هذا الانسان التنكيل والتدمير والاحباط والقمع والقهر والتحقير والتشويه والظلم وقتل حريته وعدم السماح له بالتعبير عن الرأي وتسفيه حقوقه الانسانية وقتل الأمل والطموح والمستقبل، وكل المفردات والمصطلحات والقيم السلبية التي تستخدم ضد هذا الانسان المسلوب الارادة.
ولكن في لحظة غير متوقعة يحدث تحرك في نفسية هذا الانسان لاستخدام ارادته الايجابية ومواجهة كل القيم السلبية بالارادة الصحيحة القائمة على القيم والفضائل الايجابية للانطلاق للمستقبل المزدهر.
فاكهة الكلام
قال لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه: يا بني، تعلمت سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعة: احكم سفينتك فإن البحر عميق، وخفف العمل فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر بعيد، وأخلص العمل فإن الناقد بصير.
[email protected]