أصبح الفضاء الإلكتروني المتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة على شبكة «الإنترنت» واقعا ملموسا لا يمكن تجاهله كواقع يومي في حياة البشرية في هذا العالم المترامي الأطراف، بحيث ساهم هذا الفضاء الإلكتروني في جعل العالم كقرية صغيرة متوافر بها كل متطلبات ومجالات حرية التعبير وإبداء وجهات النظر، ونقل الأفكار وعرض المعلومات والبيانات والإحصائيات من خلال هذه المواقع الاجتماعية، كما منح أي فرد في هذا العالم فرصة لطرح ما لديه من آراء وأفكار وأيديولوجيات، مما أصبح صعبا على كثير من الجهات أو المؤسسات أو حتى أي دولة أن تستطيع السيطرة عليها، ولا يتم السيطرة والتحكم إلا بالتعاون مع مؤسسي ومنشئي وملّاك هذه المواقع.
والمتابع لهذه المواقع الاجتماعية الإلكترونية يجد ان كثيرا من الشخصيات والأفراد والمسؤولين وأصحاب مراكز النفوذ في دولهم من رؤساء وقيادات الدول وملّاك المؤسسات والجهات والهيئات والشركات اقتحموا هذه المواقع للتعرف على ما يبديه الآخرون من ملاحظات واستفسارات وتساؤلات حول الأنشطة والأعمال التي تصدر من تلك الشخصيات والقيادات، وأصبح بعض المسؤولين يخصصون بعض الوقت لمتابعة ما يدور فيها من أخبار متصلة بأعمالهم أو بجهات اخرى، او ان يكون جل اهتمام أحدهم الوصول الى المعلومات والأفكار التي هو بحاجة لها في حياته اليومية.
وللحديث عن المواقع الاجتماعية نحتاج الى مساحات كبيرة من صفحات الصحيفة اكثر من اي عمود صحافي، لكنني اختصرت تعريف هذه الأداة التكنولوجية الحديثة التي ساهمت في تغيير الواقع الإنساني في مسارات الحياة اليومية، والمزيد من دور وأهمية هذه الأدوات الإلكترونية يمكن الاطلاع عليه من خلال قراءة الدراسات والبحوث والكتب المتخصصة فيها للوصول الى حقيقة المعطيات العلمية والتطبيقية لها.. نعم أصبحت المواقع الاجتماعية الإلكترونية اليوم بمنزلة المنابر والأماكن المعبرة والناقلة والموصلة لصوت أي إنسان في العالم يريد التحدث عما يهمه من قضايا وأمور متعلقة بحياته.
فاكهة الكلام: قال الرسول الأعظم ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «العلم وديعة الله في أرضه، والعلماء أمناؤه عليه، فمن عمل بعلمه أدى أمانته، ومن لم يعمل كتب في ديوان الله تعالى من الخائنين».
[email protected]