رحم الله الشيخ مبارك الصباح، ورحم الله ذريته الكرام الذين ساهموا في حفظ الكويت وكرامة أهلها وأرضها.
لقد عايش شعب الكويت أحداثا كثيرة ومشاكل كبيرة، واستمروا في الدفاع عن اراضيهم وممتلكاتهم وعرضهم، كذلك هم أهل الكويت أحرار في تعاملهم، فالحر اصيل بطبعه وتعامله مع إخوانه وأصدقائه وأعدائه، تاريخ الكويت شهد أحداثا مع الحكم العراقي منذ زمن الدولة العثمانية والملكية والبعثية والدستورية، من حروب وتهديدات واتهامات وارهاب، ومع ذلك فالكويت قيادة وشعبا يحسنون الجيرة ويحترمون العروبة ويعتزون بالدين الاسلامي والروابط المشتركة ما بينهم.كنت في المملكة الاردنية الهاشمية احضر مباراة ودية بين منتخبنا الوطني ومنتخب العراق الشقيق، حيث كنت اجلس في المقصورة وكنت متوسطا أشخاصا لا أعرفهم ولكن لهجتهم ليست بغريبة، لأني اذكرها منذ سنة ١٩٩٠ وهي طابعة في ذهني، ولله الحمد سجل منتخبنا الوطني هدفين مقابل لا شيء للمنتخب العراقي الشقيق، وكنت فرحا جدا بالنتيجة وكنت اعبر عن فرحي بالصراخ والتصفيق، وهذا من حق اي مشجع لفريق يفوز في مباراة.
وعند خروجنا من النادي الذي تقام به المباراة، كنت في سيارتي الخاصة تحمل رقم الكويت وبداخل السيارة علم الكويت.كان الشارع مزدحما والناس تخرج وتعبر بين السيارات والسير واقف، فكنت أتفرج على مجموعة من المشجعين العراقيين وهم يهتفون ويرقصون، ثم مر عليهم شخص عراقي قال لهم «خسرانين وفرحانين» ثم قال شخص من المشجعين: «ما نريد انوطي رؤوسنا أمام الكويتيين».
ثم نظر إلينا وقال: «مو عاجبك؟» فقلنا له والابتسامة على وجوهنا «الله يسامحك»، وأكملنا طريقنا إلى محل إقامتنا.واستغرب بعدها من تصريح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشأن موضوع ميناء مبارك الكبير، عن أن الميناء يستغل لسرقة نفط العراق، والكويت تنوي استنزاف نفط العراق، عندها تأثرت واستغربت كما استغرب وزير الخارجية الشيخ د.محمد صباح السالم عندما قال: المالكي زار الكويت قبل أشهر قليلة مع وفد كبير وتم خلالها شرح الأمور المتعلقة بالملاحة في خور عبدالله وميناء مبارك الكبير، وكان الشرح مفصلا ولم يبد رئيس وزراء العراق حينذاك أي تخوف أو تحفظ لاسيما أننا أبلغناه أن هذا الأمر يأتي لدعم إعادة اعمار العراق في المرحلة القادمة.عجبا امر دولة الكويت نحن نبني ونعمر ونطمح لمستقبل مشرق للكويت، وإعمار دولة الكويت لدعم إعادة إعمار العراق، هذه الامور تشعرني بأن العراق دولة فقيرة ولا تملك موارد طبيعية ولا أيادي عاملة ولا نفطا ولا زراعة ولا ماء.. أعان الله الشيخ د.محمد الصباح على أسلوبه الراقي معهم، (ويمكرون ويمكر الله).
الله يستر، يبدو أن الفكر متوارث عند القيادات العراقية، فالكويت صغيرة بحجمها لكنها كبيرة بأعين العالم، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]