ضاري المطيري
كان العلماء والصالحون في القرون الأولى يتركون تدريس العلم الشرعي في رمضان ليفسحوا المجال فقط لقراءة القرآن وترتيله بل حتى كتب الحديث يطوونها رغم شرفها كما كان يفعل الإمام مالك رحمه الله، فما بالنا لا نفرّغ أوقاتنا في هذه الأيام المعدودة التي سريعا ما تنقضي وتبقى إما الفرحة بالفوز بأجرها أو الحسرة للتفريط بها، أفلا نترك نحن أعمالنا ودراستنا وأشغالنا التي لا تنتهي لفترة وجيزة لاستثمار فرصة لا تأتي بالسنة إلا مرة واحدة وقد لا ندركها ثانية في الأعوام المقبلة.
ومعلوم ومشاهد لدى الكثيرين حال دوام الوزارات وقطاعات الدولة في العشر الأواخر من رمضان الفضيل، ان التعب يعلو وجوه العاملين اثر السهر في القيام، بل حتى ان المراجعين لا تجد لهم ذلك العدد الكبير بسبب الصيام، وعادة ما يشمل الانشغال في هذه الليالي جميع افراد العائلة ليس فقط بالعبادة بل بالتجهيز لاستقبال العيد من تسوق وشراء، إذن ما الفائدة من الإصرار على عدم إقرار إجازة موحدة لجميع الموظفين للتفرغ للعبادة اذا كان عطاؤهم يقل كثيرا في تلك الفترة، ولا ادري ما الضرر المرتقب والمخوف من تطبيق مثل هذا القرار، وما الداعي لتأجيل البت فيه رغم قدم المطالبة بانجازه، ومثل هذه المطالب تعتبر مطالب شعبية قوية جدا فأعجب صراحة كيف لا نجد لها من مستمع يرق قلبه لمثل هذه الحاجات الملحة!
وأعجب ايضا كيف تعطل الحكومة في رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية وبعض العطل الأخرى مثل الإسراء والمعراج وإجازة المولد وغيرها من الإجازات التي لا داعي مقبولا لها، ثم هي لا تسمح بإقرار إجازة العشر الأواخر من رمضان، وبالأخص ان مثل هذا القرار يفيد شريحة كبيرة جدا من الشعب من طلاب المدارس والمدرسين وغيرهم من الموظفين في الادارات التي يمكن تأجيل أعمالها الى فترة اخرى، فنرجو من الحكومة الرشيدة والمتمثلة بوزارة التربية وجميع المسؤولين فيها مراعاة مثل هذه المطالب الشرعية والشعبية والتي فائدتها واضحة جلية للعيان، هدى الله الجميع الى ما يحب ويرضى.